أسماء كثيرة دخلت في قاموس الحرب اللبنانية منذ سنة 1975 حتى اليوم، وبعدما استهلكنا «حروب البرّ» هنا نحن نقحم البحر نتيجة فشلنا في اقتسام المغانم، تحت ستار الخلاف مع الإسرائيلي، علماً أن فضيحة التراجع عن الخط 29 الى الخط 23 والصمت اللبناني الذي رافقها خاصة من جانب رئيسي الجمهورية ومجلس النواب و»حزب الله» أثارت شكوكاً لم تتضح حتى الآن.
تصوّروا أنه بعد وصول الباخرة «إنرجين باور» هذه الأسبوع إلى المنطقة المتنازع عليها، استيقظت الدولة وتسلّم الرئيس عون التقرير العسكري الذي جاء مضمونه «بديهياً لا يحمل جديداً خارج إطار المعطيات المعروفة حول الموضوع»، وفق تأكيد مصادر مواكبة للملف، معتبرةً أنّ كل ما في الأمر أنّ عون طلب من الجيش إعداد التقرير لكسب الوقت والمزيد من «المرجحة» بانتظار أي جديد يتصل بـ»البازار المفتوح مع الأميركيين حول خطوط الترسيم”.
اليوم ، انتهى وقت المزح عند الأميركيين وها هي «انرجين باور» قبالة شاطئ الناقورة،

وأمام هذا الواقع، انتقلت السلطة اللبنانية من مربع التفاوض الندّي لتحصين الثروة النفطية البحرية إلى مربع استجداء الوسيط الأميركي لزيارة بيروت بعدما كانت طيلة الفترة الماضية تتعالى على طروحاته وتتجاهل الرد عليها، إلى أن وقعت الواقعة وبدأت إسرائيل باستخراج الغاز أحادياً قبل التوصل إلى اتفاق حدودي مع لبنان. ويوم الثلاثاء بدا رئيس المجلس النيابي كمن يسابق الزمن في الإعلان عن «سبق صحافي» من خلال تأكيده أنّ السفير آموس هوكشتاين سيصل إلى بيروت «الأحد أو الاثنين» لاستكمال البحث في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.

لكن في المقابل، آثرت وزارة الخارجية الأميركية عدم تأكيد زيارة هوكشتاين لبيروت واكتفى متحدث باسمها تعليقاً على إعلان بري موعد الزيارة بالقول لقناة «الحرة»: «ليس لدينا أي شيء نضيفه إلى ما قاله المتحدث نيد برايس « الأول، في إشارة إلى تصريح برايس الذي جاء فيه: «ليس لديّ أي إعلان عن سفر هوكشتاين في هذا الوقت”.

وبعدما كنا نتدلّل على الوسيط الأميركي بات هو صاحب الدلال وخسر لبنان معظم أوراقه ليس بسبب الخلاف على الترسيم كما يوهمون الناس بل للخلاف بين أهل السلطة على اقتسام المغانم.
خل تذكرون عندما شاهدتم رئيس الجمهورية يجلس خلف إحدى الماكينات في وزارة الطاقة ويضغط على الزرّ إيذاناّ بأطلاق سحب الغاز قبالة شاطئ البترون من قبل شركة «توتال» الفرتسية؟.
لماذا توقف العمل هناك علماً انه لا خلاف على الترسيم.. بل على المغانم!.
لا وقت للبناني للسؤال عمّا يحصل لأنه مهتمّ بأمور أخرى.!