المهندس نقولا داوود – سدني
استحق اللبنانيون أوسمة الذل الكثيرة ،
وسام التبعية للخارج والوشاية ،
بدءا من الوشاية على الامير قرقماز ومقتله داخل المغارة الشهيرة،
والاتهام للأمير فخر الدين الثاني ونهايته في الاستانة،
ومرورا بالتسابق لنيل رضى خورشيد باشا الذي اوصل الى فتنة 1860،
وتتابعا وتواصلا حتى الوقت الحاضر ،
وما الانتفاضات الا شواذا ..
وكان مصير الابطال الرافضين للواقع المذل امثال فخر الدين الثاني وطانيوس شاهين والنهضويين المتتابعين الأبطال : السجن والاغتيال والتشريد.
وعندما خرجوا من القفص الشرقي الى رحاب الكون الواسع نالوا جوائز وأوسمة أجمل،
وسام الطموح والعمل الدؤوب في قلب الاقتصاديات العالمية ،
ومجاهل امازونيا وافريقيا وامريكا واوستراليا والبادية العربية،
وسام النهضة الادبية من بطرس البستاني وصولا الى امين معلوف ،
مرورا بالرابطة القلمية والنادي الفينيقي والعصبة الاندلسية،
والاقلام الحرة في الصحافة العالمية ،
والكتب التي ترجمت الى لغات كثيرة واهمها كتاب النبي.
من الذل المهين ، حيث وصل بالوالي *الجزار* الى اقتلاع أعين الامير يوسف،
الى صاحب الكشة والقلم الذي هو فخر انتاج ارضنا المقدسة،
هناك التباعد في النظرة للحياة ، والثقافة المعاشة،
وكأن الجواب لكل ازماتنا هو اختلاف النظرة للحياة واختلاف الاجوبة.
الاوسمة المنشودة هي لمن يوحدوا النظرة للحياة ،
ولمن يرفعوا الحالة الانسانية لتتقدم على كل النظريات والايديولوجيات،
ولمن يهندسوا الحلقات الصغيرة في المجتمع لتكون منتجة ونافعة لذاتها وللوطن،
ولمن يجهدوا لإيجاد القواسم المشتركة بين مجموعات طال اختلافها ،
ولمن يحولوا المبارزات الجسدية في الشوارع الى حوار عقول يفضي سلاما وحبا وتعاونا..
يا وطنا عشقته ، فهو ارض لقاء فريد ،
وتجربة إنسانية يجب ان تتطور وتصبح رسالة عالمية،
هلم بصنع الاوسمة وتوزيعها عن جدارة،
لمسؤول يعمل جاهدا في سبيل المجتمع او يستقيل،
ومعلم يتفانى بايصال النور الى الزوايا المظلمة،
وحاملي مشاعل الانتاج العلمي والفني والرياضي،
لإنقاذ وطن يغرق في آبار عميقة من صنعه،
هل تحصل العجيبة؟
نعم يا وطني، بالعمل والإيمان الصلب ،
وبالالتزام الذي لا يضعف ،
العجيبة ممكنة … يا وطن العجائب .