أنطوان القزي

لا يخجل أنطوني ألبانيزي بهذه التسمية ، بل هو ذكرها في خطاب النصر وتحدث عن نشأته المتواضعة باعتزاز وهو ابن الرجل الذي ترك امرأة حاملاً ولم يعد.
أنطوني ألبانيزي هو أمثولة للكثير من الشرق أوسطيين في جاليتنا، الذين ما إن يصل أحدهم الى مركز مختار أو رئيس جمعية، حتى يفقد ذاكرته ويخجل بماضيه ولا يتحدث في أحسن الحالات إلا عن السنوات الخمس الأخيرة من ماضيه.؟
أنطوني البانيزي اليساري الذي بدأ حياته السياسية في الثانية عشرة من عمره عندما انخرط في تظاهرة دعماً للمستأجرين في المساكن الشعبية قد يكون من أهم رؤساء الحكومات في أستراليا.
يقودنا هذا الكلام الى خطوة نوعية قام بها البانيزي الأسبوع الماضي عبر تعيين وزير للجمهورية في حكومته هو مات ثيستلثويت للتحضير لاستفتاء حول تحوّل استراليا الى جمهورية وغم فشل الفكرة في استقتاء 1999 الذي قادة مالكولم تيرنبل يوم كان متحمساً لأستراليا الجمهورية.. وللمفارقة ، أصبح تيرنبل فيما بعد نائباً عن أكثر المقاعد تجيّزاً للملكية هو مقعد ونتوورث في شرق سدني الذي يضم منطقتي بونداي وفوكلوز وضواحيهما.
والمفارقة الثانية، أن الوزير المكلّف بخلع التاج البريطاني عن استراليا مات ثيستلثويت ، أقسم الأربعاء الماضي اليمين الدستورية أمام ممثل هذا التاج في استراليا الحاكم العام دايفيد هيرلي؟!
ووصف رئيس حركة الجمهورية الأسترالية ، بيتر فيتزسيمونز ، تعيين ثيستلثويت بأنه «أكبر اختراق في هذا القرن» لهذه القضية.
وأضاف: “للمرة الأولى ، يوجد في أستراليا وزير للتاج مكرس لخلع التاج”. “التوقيت مثالي … نحن في طريقنا.
سنة 2019 طرح البانيزي فكرة الجمهورية، وسنة 2021 أدرج حزب العمال في برنامجه إجراء الاستفتاء حول التحوّل الى جمهورية.
فهل ينجح البانيزي حيث فشل قبله تيرنبل؟. وهل «يفشّ» اليساري الصغير خلقه وينتقم من الكولونيالية والإستعمار البريطاني؟.
في مفكرة ألبانيزي أفكار ومشاريع كثيرة منها الإعتراف بكامل حقوق الشعب الأبورجيني والإلتزام بمقررات مؤتمر باريس للمناخ والقمة المناخية في غلاسكو التي عارضها سكوت موريسون، وتزويد غواضات كولينز القديمة في الأسطول الأسترالي بصواريخ توماهوك لأنه يمكن انتظار 40 سنة لنتسلّم غواصات حديثة حسب ما نصّت إتفاقية «أوكوس» التي ابرمت مع الولايات المتحدة وبريطانيا في أيلول سبتمبر الماضي.

الملكة تبلغ من العمر 96 عامًا ، وقد ركزت التقارير الإعلامية في الأشهر الأخيرة على صحتها
وأنها تتنقل عبر كرسي متحرك، وهي يوم الجمعة لم تتمكن من المشاركة في قداس يوبيلها البلاتيني.
فهل تساعد هذه الأمور مساعي الجمهوريين قبل أن يصبح الأمير تشارلز «غير المحبوب» وصيّاً على 25 مليون أسترالي؟
وهل ينجح صبي المساكن الشعبية في تنفيذ هذا السيناريو؟!.