أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه بدأ في قبرص الجزء الثالث والأخير من تدريباته الضخمة التي بدأها قبل ثلاثة أسابيع، وأطلق عليها اسم «ما وراء الأفق». وقالت مصادر عسكرية في تل أبيب، إن التدريب الأخير يحاكي سيناريو عمليات حربية ضد حزب الله تشتمل على اجتياح بري.
وقال بيان رسمي للناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، إن «إجراء التدريب يتم بالتعاون مع الجيش القبرصي، ويعد عنصراً فعالاً في الحفاظ على قدرات قوات الجيش وتعزيزها في محاكاة لمجموعة متنوعة من سيناريوهات حالات الطوارئ. كما أن التعاون بين الجيشين يسهم في زيادة الاستقرار الإقليمي والقدرة على مواجهة التحديات المشتركة».
وحسب بيان الجيش، «تشارك في التدريبات، القوات النظامية والاحتياطية، مع عدة أسراب من سلاح الجو ووحدات خاصة من القوات البحرية والبرية، من بينها (شييطت 13)، التي تعد وحدة الكوماندوس البحرية، و(وحدة يهلوم) للهندسة القتالية، و(وحدة عوكتس) وقوات شعبة الاستخبارات وشعبة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والدفاع السيبراني». وأضاف أن «الهدف من التمرين هو تعزيز جاهزية القوات ورفع الكفاءات في المهمات العسكرية في عمق أراضي العدو، مع دمج وتعظيم القدرات متعددة الوحدات والأذرع مثل مساعدة القوات البرية بطائرات الهليكوبتر القتالية، وإجلاء الجرحى بواسطة طائرات الهليكوبتر الهجومية، والتوجيه والمرافقة، مع تأمين جميع المستلزمات اللوجستية».
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي: يعتبر التمرين، الذي يديره «المركز الوطني للتدريبات الميدانية»، فريداً والأول من نوعه وفرصة للتكيف ومحاكاة سيناريو القتال في منطقة غير مألوفة، وتنفيذ المهمات العسكرية والأنشطة في مسافات متباعدة، في ظل حالات طارئة ومفاجئة، تتم محاكاتها وتنفيذها على شكل واقعي قدر الإمكان. وسيتم تنفيذ التمرين في طرق تضاريس مختلفة، من بينها: متشابكة، وحضرية – ريفية، وجبلية تشبه القتال العنيف الذي يعتمد على تعاون متعدد الأسلحة من رتبة المحارب إلى هيئة الأركان العامة».
وكشفت مصادر سياسية أن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، هاتف نظيره القبرصي، شرلمبوس بتريدس، أمس (الاثنين)، وتناقش معه حول أهمية الجهوزية القتالية للجيشين في إطار التعاون الاستراتيجي بين الدولتين، لما فيه مصلحة الاستقرار الإقليمي».
يذكر أن تمرين «ما وراء الأفق» هو جزء من أضخم تدريبات عسكرية أجريت في إسرائيل منذ تأسيسها. وهو يحاكي حرباً متعددة الجبهات في الشمال والجنوب، مع التركيز على الجبهة الشمالية التي تشمل لبنان وسوريا وإيران، والأخذ في الاعتبار أن تنضم التنظيمات الفلسطينية المسلحة إليها من قطاع غزة. وسينتهي التمرين يوم الجمعة المقبل. ومن المتوقع أن يتم التدريب فيه على قصف أهداف بعيدة المدى، نحو 2000 كيلومتر عن حدود إسرائيل، في إشارة إلى إيران. وهو يأخذ بالاعتبار إمكانية الشراكة مع الجيش الأميركي، خصوصاً تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود وهي في الجو.