أنطوان القزي
ليس غريباً أن يتسلق ضابط الشرطة السابق بيتر داتون السلّم ليصل إلى زعامة المعارضة الأحرارية الفيدرالية، فقد سبقه ضابطٌ آخر في والفرق أن الأخير أعلن الحرب على أوكرانيا، أما داتون فأعلنها على الصين في شهر شباط الماضي حين هدد بإرسال قوات أسترالية في حال حاولت بكين غزو تايوان.
لا يوفر داتون فرصةً إلّا ويهز العصا للصين، ولا أحد يعرف ما هو مصدر قوة صقر الأحرار الجديد، هل هي الغواصات التي وعدونا بها في اتفاقية «أوكوس» والتي سنتسلمها بعد أربعين سنة، أم هي الزوارق التي تكاد تعجز عن إيقاف قوارب اللاجئين.
بانتخاب بيتر داتون رئيساً للمعارضة، كأن الأحرار يعلنون الحرب على الصين، وبانتخابهم سوزان لي نائبةً لزعيم المعارضة، فهم يذكّرون الأستراليين بيوم إبعادها من حكومة مالكولم تيرنبل بسبب رحلاتها إلى الغولد كوست على حساب دافعي الضرائب بعدما اشترت شقة هناك.
إنها فعلاً الحرب على الصين وعلى الجاليات الإثنية في أستراليا، واسمعوا داتون ماذا قال بعد انتخابه زعيماً للمعارضة:
“إن معدلات الجريمة مرتفعة وهي تشكّل خطراً على الأستراليين بسبب التسامح المفرط وخطر الأقليات الإثنية، إلى أن يقول: من الصعب على الحكومة العمالية الجديدة أن تحكم وهي ليست صالحة لإدارة البلاد لعدم خبرتها.
وكأن داتون يذكّرنا بالرئيس ترامب الذي ما زال حتى الآن لا يعترف بفوز جو بايدن والديموقراطيين ويقول أنهم لا يجيدون الحكم”.
ونسي داتون أن امامه مهمة شاقة، وهي إعادة بناء حزبه المنقسم بين يمين متطرف ويمين معتدل.
داتون الذي يتعامل مع الإثنيين كحالة غريبة، لا يؤمن إلا بالعرق الأنكلوساكسوني الأبيض وداتون لا يعترف بفوز العمال الذين حصدوا 55 بالمئة من أصوات الأستراليين، ويبدو أنه لا يسمع وليس لديه مرآة ليرى نفسه.