أنطوان القزي

عبارة لاتينية أطلقها الأمبراطور يوليوس قيصر في إحدى معاركه الشهيرة سسنة 47 قبل الميلاد وتُعتبر أقصر خطبة في التاريخ معناها :» أتيت فرأيت فانتصرت» وصارت بعد ذلك خطبة أدبية مشهورة
وصارت مستعملة بكثرة في مختلف الكتب والخطب واتخذتها بعض الشركات شعارا لها (مثل فيليب موريس) شركة السجائر المنتجة لمارلبورو.  الأميركية
ثلاثية يوليوس قيصر حوّلها السيّد حسن نصرالله الى ثلاثية:» جئت فانتصرت وانتصرت».
فقبل الإنتخابات ، كان السيّد حسن يقول:» سنرفد حلفاءنا بالأصوات وسنحصل على الأكثرية، ولن نسمح لجماعة السفارات أن يأخذوا البلد الى حيث يشاؤون، والذين يقاربون سلاح المقاومة لا مكان لهم في البرلمان الجديد..
فهو لم يكن يرَى الشعب يئنّ ويرزح، ولم يسمع أنين الناس وشكاواهم ومن لا يصدق فليعد الى خطابات السيّد الزاخرة بالتهديد والوعيد.

وبعد الإنتخابات، حاول السيّد القول إنّ «الحزب» لم يخسر من قاعدته الشعبية، وأنّ التوازنات في ظلّ هذا القانون تحدِّدها الأصوات لا المقاعد. وانتقد طريقة توزيع المقاعد على الدوائر، ليصل إلى استنتاج أنّ المجلس بات مكوَّناً من «كتل ومستقلين، ولا أكثرية لأحد»، و”قد تكون المصلحة في لبنان هي عدم حصول فريق معيّن على أكثرية نيابية».

وطالب بـ”التهدئة» والتوجّه إلى معالجة الأزمات الاجتماعية «بالشراكة، وبمعزل عن الخصومة»، والبحث عن نقاط «الاتفاق والتعاون».

هل لا حظتم هذا الهروب من الإعتراف بخسارة الأكثرية النيابية؟َ,

سبحان الله، فالسيّد في إطلالته الأولى بعد صدور نتيجة الإنتخابات لم يرفع أصبعه كثيراُ ، بل وضعه على الطاولة!.
كم هو كبير الفرق بين الثلاثيات التاريخية: ثلاثية يوليوس قيصرجاءت في خطبة قصيرة جداً ، وخطبة السيّد تستمرّ على امتداد أيام السنة.
يوليوس قيصر حارب أعداء الدولة الرومانية، أما حروب السيّد فهي داخلية تمتد من لاسا الى الطيّونة

ولتبقَ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا الى ما شاء الله؟!.