بقلم كارول بواب – سدني
دُعيت امرأة لأنها من ضلع أمرئٍ أخذت، و لتكون لآدم رفيقاً معيناً وليس عبداً أسيراً ،لذلك يترك الرجل أباه وأمّه ويلتصق بامرأته ليصبح الاثنان جسداً واحداً.
تخرج المرأة من دار والديها والدمعة وحزن الفراق يمزّق قلبها الذي قسمته سنّة الحياة إلى نصفين متعادلين بين من أعطاها الروح ومن سحر قلبها وخطف أنفاسها فسلمت له الروح.
نعم تختار رجلاً يحميها من غدر الزمن، ليلبس هو ثوب الغدر، رجلاً أشبعها كلاماً ذهبياًّ وأغرقها بالورود الحمراء ليحوّل تلك الكلمات إلى ألفاظ بذيئة جارحة فتتحوّل معها تلك الورود إلى دمعات صامتة ، تختار رجلاً قويا ليكون سنداً لها فيظهر لها أسداً زائراً ينقضّ عليها كلّما سنحت له الفرصة مبرراً فعلته على أنها نتيجة ضغوط حياتية ليذهب إلى المحاكم ويختبئ وراء مرض عقلي بزعم أنه هو العاقل وأنّه يعاني من المرض فقط لينجو بفعلة سلبت منه رجوليته و كشفت ذكوريته.
العنف الأسري آفة اجتماعية اجتاحت و ما زالت تجتاح العديد من العائلات، لكن للأسف تبقى هذه الآفة محصورةً وراء أبواب مغلقة، أبواب تسجن وراءها امرأة ضعيفة خائفة من مجتمع لا يرحمها، سجينة في منزل تشهد جدرانه على ظلم وأسى.
القبول في هذا الواقع ليس دليل ضعف وإنّما هو خوف من مجتمع قد يحرمها من أطفالها فتصمت وترضى بالإهانة والذلّ لحماية بيتها وعائلتها، هذا الصمت ليس إذعاناً واستسلاماً يقدر ما هو خشية خوف من مجتمعٍ ظالم قد ينسب إليها كلمة مطلقة لغاياتِ بعسدة عن كلّ ما هو إنساني.