أنطوان القزي
على الأقل، يحق للبنانيين أن يفرحوا بعرس الإنتخابات، ويحق لثورة 17 تشرين أن تقول أنها أتخمت الصناديق بأصوات المنتشرين.
إنه فعلاً عرس، رغم كل الشوائب، ورغم الطوابير الطويلة تحت الشمس الحارقة، ورغم الأعداد الكبيرة من الذين لم تصل أسماؤهم.
وكأن طوابير المقترعين هي ردّ على طوابير الذل أمام الأفران ومحطات البنزين في لبنان.
إذ لم تخلُ بعض المراكز من شكوى لطول فترة الانتظار خارج المكاتب، أو لأشخاص لا يعثرون على اسمهم في اللوائح «رغم أنهم تسجلوا في المهل المهددة» أو حتى من التلاسن الحاد بين مؤيدي أحزاب متناحرة. وهذه عادة لبنانية لن يتخلوا عنها في وقت قريب.
مقابل كل ذلك، رأينا حلقات الدبكة، وتابعنا حفلات الرقص والغناء خارج مراكز الإقتراع، وأفرحتنا المطاعم التي قدمت الطعام مجاناً للمقترعين، وكم أسعدنا لقاء المختلفين في السياسة يلتقون الى فنجان قهوة حول طاولة واحدة.
اليوم سنصرف النظر عن الأخطاء الشكلية لأننا لن ندع النصف الفارغ من الكوب يطغى على النصف الملآن، ولننا لن ندع العرس الأغترابي يمرّ دون ان نرسم ابتسلمة عريضة على وجوهنا.
كم بدا المنتشرون متعطّشين للإقتراع دليل حرقتهم على وطنهم وكم بدوا متلهفين لإسقاط جرعة أمل في صناديق الإقتراع.
فقد بلغت نسبة اقتراع المغتربين في الانتخابات البرلمانية اللبنانية المزمع إجراؤها داخل البلاد في منتصف الشهر الحالي نحو ستين في المائة، وفق أرقام أولية أعلنتها وزارة الخارجية الاثنين.
وصوّت نحو 130 ألف مغترب لبناني من أصل 225 ألفاً مسجلين في عملية الاقتراع في الخارج التي جرت يومي الجمعة والأحد في 58 دولة، وفق التقديرات الأولية لوزارة الخارجية. وكانت هذه المرة الثانية التي يُتاح فيها للمغتربين المخولين الاقتراع المشاركة في انتخاب النواب الـ128.
في الختام ، يأمل اللبنانيون أن لا ينغّص الفاسدون فرحة هذا العرس الذي سيبقى مساحة فرح في ذاكرة اللبنانيين. ويطلبون من الله أن تكون بداية غيث في وطنهم وإشراقة فجر جديد.