أستراليات
بقلم هاني الترك
By Hani Elturk OAM
جريدة التلغراف
وجه الانتقاد لي بأنني اكتب عن الجنس احياناً.. مع ان المنتقدين أنفسهم يحبون القراءة عن الجنس لسبيين رئيسيين:
الأول: ان الجنس غريزة متأصلة في الانسان.. مثل غريزة الجوع والنوم.. وهي متداخلة بالتركيبة النفسية والجسدية لمركز الجهاز العصبي أي المخ.. وتلعب دوراً رئيسياً في الحالة النفسية والجسدية في الانسان.. سواء المرضية او السوية.. او حتى الإحساس بالسعادة او التعاسة.. او الشعور بالكسل او الحيوية.. بل ان أبا الطب النفسي «سيغموند فرويد» ارجع كل السلوكيات البشرية الى الدافع البايولوجي «الليبيدو».. فإذا لم يتم ارتواؤه بموجب تركيبة كل شخص النفسية والجسدية فإنه يعرضه لعلل.
ثانياً: هو عدم تعليم الطلبة في المدارس في بلادنا الام عن الجنس والعلاقات العاطفية.. حتى ان الكثير من العرب يشب مدفوعاً بغريزته الجنسية.. بل والشبق دون ترشيدها عند الطرفين الرجل والمرأة.. مع ان الركيزة الجنسية هي اهم العوامل في إنجاح الزواج.. حتى انه في الدول المتقدمة توجد معاهد عملية لتعليم أصول المضاجعة الجنسية.. كوسيلة لإرضاء الطرفين.. بصفتها وسيلة بناء للمتعة المتبادلة.
وفي استراليا يكتب بعض الصحفيين عن الجنس.. بصفته غريزة بشرية لا يجب اخفاؤها.. او التعامل معها بطريقة غير حضارية.. مثل الدول المتخلفة.. فإن الله خلق الانسان بهذه الغريزة ليستمد منها اللذة المتبادلة.. ولا عيب إذا تم اشباعها بالأطر المتعارف عليها.
اهم صحفية تكتب في الجنس في الصحف الرئيسية.. متخصصة فيه بناءً على دراسة ميدانية ونظرية هي «روس استرو».. فقد كتبت في صحيفة الـ «ويك اند استراليان» عن الجنس مع الانسان الآلي.. وقبل ان اتعرض لمقالتها لي قصة معها وقعت منذ عدة سنوات حينما كانت تكتب في صحيفة الـ «صندي تلغراف»:
كتبت «استرو» في مقال لها ان العرب يحبون مضاجعة الحيوانات.. اتصلت بها وطلبت منها ان تذكر المصدر الذي استقت منه هذه المعلومة الخاطئة.. فذكرت لي اسم الكتاب الصادر في الولايات المتحدة في ذلك الزمن.. وطلبت مني عدم نشر صورتها تخوفاً من الانتقام منها.. ولكني طمأنتها ونشرت المقال وصورتها.. ولم يلق صدى سلبياً لأننا شعب متحضر.
تقول «استرو» في مقالاتها الصادرة في صحيفة «استراليان» انها ذهبت إلى إحدى دور الدعارة.. لنقل وقائع ما يحدث هناك الى إذاعة أسترالية.. ورأت رجالاً في الثلاثينيات والاربعينيات من أعمارهم يتسامرون مع بائعات الهوى ويحتسون الخمر.. قال أحدهم إذا تعرف على امرأة في الحياة العامة فسوف يدعوها للعشاء.. ويتكلف ما لا يقل عن (١٢٠) دولاراً.. ولا ضمان انه سوف يضاجعها جنسياً.. ولكن في دور الدعارة يختار بائعة هوى على مزاجه ويدفع لها (٢٠٠) دولار.. ويضمن انها سوف يضاجعها.
وهنا تتسأل الصحفية «استرو» ماذا سيحدث في المجتمع وفي دور الهوا.. حينما يتم استعمال الانسان الآلي في المضاجعة الجنسية؟
تقول: انه نشر تقرير للجنة خبراء متخصصة تفحصت كيف ستؤثر مضاجعة الانسان الالي على المجتمع.. فهو مصنع بطريقة مهنية عالية جداً تشبه الانسان من لحم ودم.. ويتحدث ويستجيب كأنه انسان عادي طبيعي بثلاثة ابعاد.. حتى انه لا يمكن ان يقوم بالعملية الجنسية الا مع صاحبه.. سواء كان الانسان الآلي امرأة ام رجلاً.
قد ينجم عن هذه العلاقة الجنسية بين الانسان والانسان الآلي الأسئلة الآتية:
هل تعتبر هذه خيانة زوجية؟
هل سيؤدي الى تقليل جرائم الاعتداءات الجنسية؟
هل سيؤدي الى تخفيض نسبة الزواج؟
هل سيقلل من التردد على بيوت الدعارة؟
هل سيؤدي الى العزلة الاجتماعية؟
كل هذه الأسئلة سوف تواجه المجتمع حينما ينتشر استعمال الانسان الآلي للمضاجعة الجنسية بشكل واسع.
بقي ان نعلم انه يبلغ سعر الانسان الآلي حوالي (٥٫٠٠٠) دولار للإنسان العادي.. سواء كان امرأة او رجل.. وأفضل الأنواع يبلغ ثمنه (١٥٫٠٠٠) دولار سواء امرأة او رجل.. وأكثر الأنواع انتشاراً يسمى «Harmony» أي «التناغم».