بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com

مشهد الحشود الغفيرة (اليومي) في حي أو منطقه ( لاكمبا ) في ولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا ، وربما للعام ( ؟ ) ، مثير للدهشة فليس المسلمون فقط ممن يتجمع هناك لأكل الحلوى الرمضانية الشهيرة والخاصة بذلك الشهر من كنافه وقطايف وعوامه وزلابية وغيرها ولكن اصبح الكل في تألف ومحبه وسلام فالأسترالي الأبيض قد شارك نكهه الشاورما والكباب مع الأسترالي الأسمر والكل في ذلك الصعيد سواسيه في نشوه الفرح والانبساط وكأنه مهرجان كرنفالي عالمي ينقصه التنظيم الجيد من بلديه أو المجلس البلدي لتلك المنطقة.

وبالرغم من ان البدايات الاحتفالية في ذلك الشارع ( هالدن) قد بدأت مبكرا ومنذ أن كانت الجالية اللبنانية وربما العربية الأخرى أيضا تسكن وتسيطر في تلك المنطقة الا أن الأقليات الأخرى من الاسيويين الجدد قد غيرت التركيبة السكانية للحي فاليوم تجد البنغالي والهندي والسريلانكي والصومالي والافريقي قد شكل حيزا هاما في تنوع ثقافه وحضارة هذا الشارع على أساس التعدد الحضاري والثقافي في استراليا – بلد الجميع !

انا شخصيا (وهذه وجهه نظر خاصه) اتعجب من طلبات وشروط المجلس البلدي في لاكمبا والذي ارهق الكثير من البائعين والمنتفعين من تلك الاحتفالية في الشهر الفضيل، فلم تعد الأرصفة ممرا للمشاة ولم تعد الأماكن لائقة للجلوس أو التسوق كما هو الحال في منطقه (The Rocks) واسوق الروكس ومقاهي الروكس وما يحصل من ترتيب متقن في احتفاليات ( الفيفيد ) في السيركلر كي ! الامر الذي يدعو للتفكير والتآمل (مره أخرى) في الوجه الحضاري المزدوج لمدينه سدني.

هذه المهرجانات الرمضانية السنوية أثبتت جدواها وفعاليتها الاجتماعية والاقتصادية (بغض النظر عن انحصارها في منطقه لاكمبا في الغرب من المدينة) فقد أخرجت الاستراليين جميعا من روح الوحدة والعزلة وربما الكآبة والتي لازمتهم طويلا في أزمات الامراض والتطعيمات ( الكوفيد) والحرائق والفيضانات.

وقد تكون دعوه عامه لكثير من الجاليات العرقية والأثنية لبذل المزيد من الجهد، وبالتعاون مع المجالس البلدية في الولاية، لإقامه المهرجانات والاحتفالات (ذات المناسبات الخاصة) لإسعاد الشعب والترفيه عنه بعد توالي الازمات والمصائب وتكدس المستشفيات ودور الرعايا بالمرضى النفسانيين ومن هم في شاكلتهم حيث أشارت الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية الأخيرة بزيادة حالات البؤس والانتحار في الولاية.
رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير والله المستعان .