واصل الغزو الروسي تعثره في عدة مناطق داخل أوكرانيا رغم مواصلة قصف المناطق السكنية، فيما استعادت قوات كييف بلدة صغيرة قرب خاركيف، ونجحت في صد محاولة اختراق للقوات الروسية من الاتجاهين الشمالي الشرقي والشمالي الغربي في البلاد للسيطرة على الطرق والتجمعات السكنية الرئيسية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك، إنه لا توجد مؤشرات على الأرض على تخلي روسيا عن خطة تطويق العاصمة كييف.
وأوضح موتوزيانيك في إفادة تلفزيونية «وفقا لمعلوماتنا لم تتخل روسيا عن محاولاتها إن لم يكن للاستيلاء على كييف فلتطويقها.
في الوقت الحالي لا نرى تحركا لقوات العدو بعيدا عن كييف».
واستعادت القوات الأوكرانية السيطرة على بلدة صغيرة في الضواحي الشرقية لخاركيف، ثاني مدن أوكرانيا.
ونفذ جنود أوكرانيون عمليات أمنية وتطهير في منازل مدمرة في «مالا روغان» بالريف على بعد أربعة كيلومترات شرق خاركيف التي طردت منها القوات الروسية.
وقال جندي اوكراني لوكالة فرانس برس «هناك جثث روسية في كل مكان»، مقدرا عدد القتلى الروس بما لا يقل عن 25 شخصا.
كما دمرت خلال القتال عدة مدرعات روسية كانت متوقفة في ساحات المنازل.
وقال إيغور تيريخوف رئيس بلدية خاركيف لوسيلة إعلام محلية «تحرر قواتنا مالا روغان، وهذا أمر بالغ الأهمية لأنه من هذا الموقع أنهم سيقصفون باستمرار المناطق السكنية للمدينة».
كما اعلن عمدة بلدة إربين الاستراتيجية قرب كييف استعادة القوات الاوكرانية السيطرة عليها بالكامل.
وفي أماكن أخرى تعثرت أرتال المدرعات الروسية مع صعوبة إعادة الإمداد والتموين وإحراز تقدم ضئيل أو معدوم على الرغم من قصف المناطق السكنية.
وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني «يعيد العدو تجميع صفوفه لكنه غير قادر على التقدم إلى أي مكان داخل أوكرانيا».
بدروها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إنه لم يطرأ تغيير كبير على تمركز القوات الروسية خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وانها حققت معظم مكاسبها بالقرب من ماريوبول حيث يدور قتال عنيف هناك.
من جهتها، أكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية ان قوات الدفاع في كييف تصد القوات الروسية التي تحاول الاختراق من الاتجاهين الشمالي الشرقي والشمالي الغربي للسيطرة على الطرق والتجمعات السكنية الرئيسية. وفي الجنوب، ركزت القوات الأوكرانية على الدفاع عن مدن: كريفي ريه وزابوريجيا وميكولايف.
في هذه الأثناء، واصلت روسيا الضغط في الجنوب الشرقي من اوكرانيا قرب مناطق الانفصاليين، بما في ذلك حصارها المدمر لماريوبول التي لايزال عشرات آلاف المدنيين محاصرين بداخلها. وعبرت السلطات الأوكرانية عن قلقها من تفاقم الوضع الإنساني «الكارثي» أصلا في المدينة الاستراتيجية المحاصرة، وقالت الخارجية الأوكرانية على حسابها على تويتر، إن «السكان يحاولون ضمان بقائهم بشتى الطرق. الوضع الإنساني كارثي». وأوضحت أن «القوات المسلحة الروسية تحول المدينة إلى رماد». وقال رئيس بلدية ماريوبول، فاديم بويتشينكو، الذي فر من المدينة وكان يتحدث من مكان مجهول، إن 26 حافلة تنتظر لإجلاء بعض المدنيين المحاصرين البالغ عددهم 160 ألفا، لكن روسيا ترفض منحهم المرور الآمن.
وأضاف «الوضع في المدينة لايزال صعبا. أوضاع الناس تجاوزت حد الكارثة الإنسانية. يتعين إخلاء ماريوبول بالكامل».
وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إنه لا توجد خطط لفتح ممرات لإجلاء المدنيين من المدن المحاصرة بسبب تقارير للمخابرات عن «استفزازات» روسية محتملة على طول الطرق. ومع تعثر الغزو الروسي، تستضيف تركيا مفاوضين من كييف وموسكو لعقد محادثات سلام مباشرة هي الأولى بين الجانبين منذ أكثر من أسبوعين، بعد الاجتماع الحاد الذي عقد بين وزيري خارجية البلدين في العاشر من مارس الجاري، ما يمثل علامة على التحولات السياسية الجارية بهدوء. وأشار المسؤولون الأوكرانيون في الآونة الأخيرة، إلى أن روسيا قد تكون الآن أكثر استعدادا لتقديم تنازلات مع تراجع أي أمل لها في فرض حكومة جديدة على كييف بمواجهة المقاومة الأوكرانية الشديدة والخسائر الروسية الفادحة.
في غضون ذلك، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تحضر مرسوما لفرض قيود على دخول المتحدرين من دول قامت بأفعال «غير صديقة» إلى الأراضي الروسية، وسط موجة من العقوبات على موسكو منذ بداية غزوها أوكرانيا. وقال لافروف «يجري إعداد مسودة مرسوم رئاسي لإدخال إجراءات انتقامية تتعلق بالتأشيرات، مرتبطة بالإجراءات غير الصديقة التي تقوم بها عدة حكومات أجنبية».
واعتبر وزير الخارجية الروسي أن عقد لقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد يفضي حاليا إلى «نتائج عكسية»، مشترطا تبني مطالب موسكو في المفاوضات.