أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الوضع الإنساني يتدهور في أوكرانيا التي تواجه هجوماً للقوات الروسية وأنه «كارثي» في بعض المدن، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الجنرال ميخائيل ميزينتسيف قوله إن «الوضع في أوكرانيا للأسف يستمر في التدهور بسرعة وقد اتخذ في بعض المدن أبعاداً كارثية».واتهم «القوميين» الأوكرانيين بتلغيم المناطق السكنية وتدمير البنى التحتية الرئيسية، مثل الطرق والجسور، وحرمان المدنيين من ممرات الإجلاء وتركهم من دون كهرباء وماء وغذاء ودواء.
وأوضح ميزينتسيف أن الوضع خطير بشكل خاص في ماريوبول، الميناء الرئيسي بجنوب أوكرانيا، حيث علق «آلاف الأشخاص وبينهم أجانب»، محملاً «القوميين» الأوكرانيين مسؤولية هذا الوضع.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ندد، في وقت سابق السبت، بما وصفه بأنه «خرق فاضح» للقانون الإنساني الدولي من قبل القوات الأوكرانية، وذلك خلال محادثات هاتفية أجراها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، بحسب ما أعلن الكرملين
زيلينسكي
من جانبه، اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مدينة القدس كموقع محتمل للتفاوض بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب.
وقال زيلينسكي يوم السبت أمام الصحافيين: «ليس من الأمور البناءة أن نلتقي اليوم في روسيا أو أوكرانيا أو بيلاروس، فهذه ليست الأماكن التي يمكننا فيها أن نتوصل إلى تفاهم لإنهاء الحرب».
وأضاف زيلينسكي: «وإذا سئلت عما إن كنت أعتقد أن إسرائيل يمكن أن تكون بلدا مناسبة لذلك، خاصة مدينة القدس؟ فإنني أقول: نعم».
وكان كل من زيلينسكي وبوتين اتصلا مؤخرا برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي التقى بدوره برئيس الكرملين شخصيا في موسكو قبل أسبوع.
ميدانياً، تشهد الحرب، التي تجاوزت أسبوعها الثاني وتقترب من الثالث، تطورات تشير إلى مرحلة تصعيد خطيرة، إذ تمتد الحرب الى الغرب الأوكراني، الذي بقي بعيدا عن المواجهات العسكرية باستثناء بعض العمليات المحدودة. وأفادت وزارة الدفاع الروسية باستعمال أسلحة دقيقة للغاية لضرب أهداف عسكرية في مدن لوتسك وإيفانو فرانكفسك، غرب البلاد والقريبة من حدود بولندا. وأعلنت عن استهداف مطارات عسكرية ومخازن الذخيرة التي تشكل العمود الفقري للبنية العسكرية لأوكرانيا.
في الوقت ذاته، يبقى العنصر الجديد في التصعيد هو بدء استعمال روسيا أسلحة كانت تحتفظ بها في الأراضي البيلاروسية، وهي طائرات سوخوي 35 وسوخوي 57، التي تعد أهم مقاتلات سلاح الجو الروسي حاليا، والتي تتفوق عليها فقط المقنبلات من نوع تو 160. وكان الموقع العسكري الأمريكي “ميليتاري ووتش” قد أورد هذه المعطيات حول تطورات المواجهة الحربية.
وبينما يستمر الجيش الروسي في السيطرة على مناطق استراتيجية وتدمير البنية العسكرية الأوكرانية، يستمر الحلف الأطلسي بدون خارطة طريق حول كيفية مساعدة الجيش الأوكراني بالأسلحة. وجرى الحديث عن إرسال صواريخ ستينغر ضد الطائرات ثم قذائف جافلين ضد الدبابات. كما طرح الحلف الأطلسي إمكانية تزويد سلاح الجو الأوكراني بطائرات الميغ من بولندا، وتم لاحقا التخلي عن هذا الطرح بسبب خطورته لأنه سيدفع روسيا الى ضرب هذه الطائرات قبل دخولها إلى الأجواء الأوكرانية.
ويفكر الحلف الأطلسي حاليا في تمكين أوكرانيا من أنظمة دفاع جوي، ويجري الحديث عن إس 300 الروسية التي تمتلكها عدد من دول أوروبا الشرقية من الحقبة السوفيتية أو السنوات الأولى بعد تفككه. والمفارقة أن الحلف الأطلسي يقترح فقط استعمال الأسلحة السوفييتية ضد الجيش الروسي. والمثير أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة يصدر عن سياسيين أكثر من المسؤولين العسكريين.
وعمليا، لا يمكن نقل أي سلاح من النوع الثقيل مثل أنظمة إس 300 أو المقاتلات باستثناء أسلحة خفيفة باستغلال المناطق الغربية التي مازالت مفتوحة مع بولندا لمرور اللاجئين. وفي مثل هذه الحالات، تكون روسيا قد نشرت فرق كوماندوز عسكرية المعروفة باسم “سبيتشناز” في مناطق حساسة بالقرب من المناطق التي يشتبه في تهريبها للأسلحة، وتقوم سواء بتدميرها أو توجيه سلاح الطيران أو الصواريخ.