جبران خليل جبران امبريالي لأنه هاجر الى نيويورك التي تضم العدد الأكبر من يهود العالم.
ميخائيل نعيمة متصهين لأنه تعلّم في شبابه في الناصرة في فلسطين.
امين الريحاني متطرّف لأنه زار بلاد الوهابيين في الجزيرة العربية، محمد مهدي شمس الدين خرج عن الخط لأنه يمثل الإعتدال في وثيقته الوطنية وهذه»دقّة قديمة» ومثله محمد السمّاك لأنه يؤمن بالحوار المسيحي الإسلامي.: هؤلاء لا مكان لهم مع كتبهم في معرض الكتاب في بيروت ولا يحق لأحد أن يرفع صورهم.
مساء الأحد حصل إشكال كاد يتطور إلى عراك وذلك خلال إقامة فرقة «بيكار» الموسيقية حفلا من تنظيم معرض بيروت نفسه، وأثار صوت الأغاني حفيظة عدد من دور النشر(الممانعة) فأسكتوا صوت الموسيقى التي كانت تنشد أغنية ست الدنيا بيروت للفنانة ماجدة الرومي بالقوة، وأبقوا على صورة سليماني.
مساء الاثنين صرخ الشاب اللبناني شفيق بدر بعبارة «بيروت حرة حرة… إيران طلعي معترضاّ على لوحة كبيرة تحمل صورة القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أميركية قرب مطار بغداد في كانون الثاني 2020.
الصورة علقتها إحدى دور النشر المقربة سياسيا من حزب الله وإيران في معرض بيروت الدولي للكتاب في “البيال»في مشهد فاقع ومستفز.
هي ليست المرة الأولى التي يقفز فيها حزب الله فوق الدولة ويصدر أحكاما لا تتلاءم ووجه معتقداته. ففي العام 2009 أصدرحزب الله حكما بمنع مجيء الفنان المغربي الأصل غاد المالح الذي دعته لجنة مهرجانات بيت الدين لإحياء حفلات متهمة إياه بالعميل الإسرائيلي.
الكاتب السياسي فايز قزي الذي كان يستعد لتوقيع كتابه الأخير في إحدى دور النشر في المعرض يوم الاثنين، أعلن عن انسحابه من المعرض وطلب من دار النشر سحب كتابيه اللذين يتم عرضهما أو انسحاب الدار من المعرض. ويقول: «في وقت كانت الغالبية تعتبر حزب الله مقاومة كنت أسميه الإحتلال البديل. وبعدما جرّب ونجح في قطع كل أوصال الوطن وسيطرعلى مقوماته السياحية والإقتصادية والمالية وعلى مؤسساته الشرعية والقضائية ها هو اليوم يقطع شريان الفكر ويقضي على معقل الثقافة التي ميزت وجه لبنان ضمن محيطه العربي والغربي».
بالنسبة إلى قزي «ليس الإستفزاز في وجود دور نشر تعرض كتبا دينية إنما في رفع صورة قاسم سليماني وإسكات صوت الموسيقى التي كانت تصدح بإسم ست الدنيا بيروت. بالنسبة إليهم إيران ست الدنيا وليست بيروت والطرب في عقيدتهم الدينية ممنوع».
يضيف قزي: «لدي شعور بأن الحزب وصل إلى قناعة بأن خطة تغيير وجه لبنان نضجت بالكامل وحان الوقت لتطبيق بنود هذه الوثيقة بعدما أطبق على كل مقومات الوطن.
قد يفسر هذا الفائض من القوة إلى حد ما رد فعل المعتدين على الناشط شفيق بدر وتحت أنظار القوى الأمنية التي لم تجرؤ حتى على التدخل لإنقاذه فتركوه لينال نصيبه من الضرب قبل أن يلقوا به إلى خارج بوابة المعرض «وخلينا نشوف أيا بيروت حرة»!
نسكت؟ نهاجر بحثا عن وطن يشبه هوية وطننا لبنان؟ نقاوم بالحبر والكلمة في وجه جحافل إرهاب الفكر والثقافة؟ يقول قزي «المقاومة تحتاج إلى قائد ثورة وربما الى مار شربل ومار مارون بالمعنى السياسي لا الديني. وما حصل في معرض الكتاب كان نافرا وقد يكون آخر معرض للكتاب في لبنان لأنهم يستعجلون تطبيق الدستور الإيراني «.
…لو تنبّه فايز قزي للأمر لكان وقّع كتابه «حارس قبر الجمهورية» لأن الإسم يتناسب مع صاحب الصورة»؟!.