بقلم هاني الترك OAM
كنت قد أعلنت الأسبوع الماضي في باب أستراليات عن توزيع مكتبتي الخاصة لهواة جمع الكتب.. ويقول المثل الشعبي العربي: اللي سبق اخذ النبأ.. وقد أسرع المجلس الثقافي العربي سدني واتصلوا بي واهديتهم حوالي ٢٠٠ كتاب باللغة العربية.
وبالطبع انا حزين على خسارة الكتب العربية في مكتبتي التي جمعتها برموش عيني.. وكأن الذين اخذوها غمسوا أيديهم في قلبي وسحبوا نبضاته.
ولكن في نفس الوقت انا مسرور ان الكتب ذهبت الى المكان الصحيح.. الى المجلس الثقافي العربي ومكتبة ليفربول العامة.
وكنت قد كتبت في الماضي مقالاً طلبت فيه إقامة مركز عربي للمعلومات والكتب.. ولكن لم تستجب أي سفارة او أي مؤسسة عربية لندائي.. ولكن تحول الان الحلم الى حقيقة.
فقد أصبحت كتبي العربية امانة تستفيد منها استراليا والجالية في الثقافة العربية.
السؤال هنا من هو المجلس الثقافي العربي سدني؟
هو مؤسسة غير ربيحة مسجلة مع الحكومة عام ٢٠١٩ بأنهم مؤسسة ثقافية عربية غير سياسية او دينية.. تسعى لإحياء التراث العربي الأسترالي.. فتقيم المحاضرات الشهرية في مكتبة ليفربول.. يترأسها الدكتور في الصحافة «عامر الصومعي».. ومن أعضاء الإدارة الذين حضروا واخذوا الكتب «باسم ابي زبيب» و«علي أبو حسن».
وتعتزم المؤسسة إقامة مدرسة لتعليم اللغة العربية بالحضور الشخصي وعلى الانترنت.
اذ ينبثق عن المؤسسة لجان.. اهمها لجنة الشباب من الجيل الثاني العربي الأسترالي.. وسوف تقيم مسرحاً عربياً بالتعاون مع دول الكويت وقطر وامارة الشارقة.
وسوف تقوم المؤسسة بوضع وتوزيع الكتب الانكليزية في محطات سكة الحديد للقطارات.. ومواقف الباصات.. وقد بدأت بحصولها على موافقة بلدية «بلاك تاون».. وتنتظر موافقة إدارة السكة الحديد.
وتعتزم إقامة نادي للمجلس ومكتبة معلوماتية تراثية لم يتم اختيار أي منطقة تقام فيها.. وربما كانت نورث سدني كما اقترحوا.. ولكن اقترحت عليهم منطقة «باراماتا» بصفتها عاصمة المناطق الغربية في سدني وهي ثاني مركز تسوق تجاري في نيوساوث ويلز بعد سدني.
والمؤسسة ليس لديها أي ولاء لأي جهة خارجية او سياسية او دينية.. ولكن مركز ثقافي لجميع الدول العربية.
وقد سجلوا لي كلمة على الفيديو عن خبرتي في استراليا اذ مضى على هجرتي ٥٢ عاماً.. وقلت لهم:
ان الجيل الأول من أبناء الجالية لم ينخرط في المجتمع الأسترالي.. ومتقوقع على نفسه.. وبالتالي لا يقرأ الا القليل جداً.. اذ تقول إحصائية ان القارئ في المجتمع العربي يقرأ في المتوسط نص صفحة كل عام.. في حين ان متوسط القراءة في مجتمعات العالم الغربي تتراوح من ١٣الى ١٤ كتاباً كل عام.. وهذا هو الفرق الحضاري.
اما الجيل الثاني من الجالية فهو أصلح حالاً اذ يتعلم في المدارس والجامعات أهمية القراءة.
يجب ان لا ننسى ان اهم عنصر في الثقافة هو اللغة.. ولم نؤثر بثقافتنا العربية على ثقافة المجتمع الأسترالي حتى الان سوى بالأطعمة العربية.. وقبل ان نؤثر بثقافتنا يجب ان نتعرف ونفهم ثقافة المجتمع الأسترالي.
فان المجتمع الأسترالي متعدد الثقافات والحضارات.. واهم ثقافة فيه حالياً هي الثقافة «الانكلوسكسونية».. لهذا علينا كجالية عربية التفاعل معها وفهم المجتمع حتى نؤثر فيه.. مع ملاحظة انه ليس بإمكاننا معرفة طبيعة الثقافة الأسترالية بعد فترة زمنية.. لهذا يجب ان نتحرك ونتفاعل مع ثقافة المجتمع الأسترالي.
ان المجلس الثقافي العربي في بداية مشواره.. يجب الالتفاف حوله لدعمه.. وانا قمت بدوري عن طريق الصدفة لأنه استجاب لندائي واتصلوا بي واخذوا مجموعة ضخمة من الكتب العربية.. وقال لي الدكتور «عامر» انه سيأتي ليأخذ الكتب الإنكليزية.. فقد ذهبت كتبي وهي جزء مني الى المجلس الذي هو المكان الصحيح الذي يستحقه.. وأتمنى للمجلس كل النجاح في رسالته السامية.