دخلت الصين على خط جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا؛ إذ قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن بلاده «مستعدة لمواصلة لعب دور بناء في تعزيز المصالحة وتحفيز المفاوضات، ومستعدة للتعاون مع المجتمع الدولي في جهود الوساطة بحسب الحاجة». وأضاف أن حل النزاع في أوكرانيا يتطلب «أعصاباً هادئة»، بدلاً من «صب الزيت على النار».
بدورها، أعلنت موسكو أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي نظيره الأوكراني ديمتري كوليبا في تركيا على هامش أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي. وتم ترتيب اللقاء بوساطة من جانب تركيا. واستبق الكرملين اللقاء بإعلان شروطه لوقف الحرب، مشدداً على ضرورة أن تعلن كييف «وقف القتال وإعلان الحياد والاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، إلى جانب الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين».
ونشرت الحكومة الروسية لائحة تضم الدول والكيانات الأجنبية التي تم تصنيفها بأنها «ترتكب أعمالاً غير ودية ضد روسيا». وشملت لائحة «الأعداء» وفقاً لوصف وسائل إعلام روسية، 48 دولة هي كل بلدان الاتحاد الأوروبي، مضافاً إليها أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة والنرويج وسويسرا وبلدان أخرى.
في غضون ذلك، برز خلاف حول عمل الممرات الإنسانية التي تم الاتفاق عليها سابقاً بين الروس والأوكرانيين. وأعلنت موسكو فتح 6 ممرات لخروج المدنيين من 4 مدن نحو أراضي روسيا وبيلاروسيا، والمناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون. لكن كييف رفضت هذه الاتجاهات، وقالت إنها «تعارض فتح ممرات إنسانية من أجل خروج المدنيين من مناطق أوكرانية باتجاه روسيا، وترى أن هذا الأمر غير مقبول».
بدوره، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته إلى ليتوانيا أمس في إطار جولة لدول البلطيق، أن حلف شمال الأطلسي «الناتو» يفكر في إبقاء قواته بشكل دائم في منطقة البلطيق، في دلالة على أن الولايات المتحدة والدول الحليفة تستعد لتعديل خطط انتشار القوات في أوروبا الشرقية في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا.
بدوره، دعا وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرغيس إلى زيادة المساعدة لأوكرانيا، مشيراً إلى أن حلفاء الناتو «يفعلون الكثير، لكن لا يمكننا التوقف». كما دعا إلى الوقف الفوري لواردات الطاقة الروسية. وقال: «لا يمكننا دفع ثمن النفط والغاز بدماء أوكرانية».
في سياق آخر، فر أكثر من 1,7 مليون شخص من أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط)، وفقًا لآخر إحصاءات للأمم المتحدة.
وأدرجت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين مليوناً و735 ألفاً و68 لاجئًا على موقعها الإلكتروني حتى الساعة 11,00 تغ. وهذا العدد يزيد بـ200 ألف عن الحصيلة السابقة يوم الأحد.
وتتوقع السلطات والأمم المتحدة تدفّق مزيد من اللاجئين، خصوصا عند فتح الممرات الإنسانية التي ستسمح للمدنيين المحاصرين في المدن الكبرى بالخروج، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في تغريدة إن «أكثر من 1,5 مليون لاجئ من أوكرانيا عبروا إلى البلدان المجاورة في عشرة أيام. هذه أزمة اللاجئين الأسرع تفاقما في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية».
وفقًا للأمم المتحدة، قد يرغب أربعة ملايين شخص في مغادرة البلاد هربًا من الحرب.

وتستضيف بولندا إلى حد بعيد أكبر عدد من اللاجئين منذ بدء الغزو الروسي، إذ دخل إليها أكثر من مليون و27 ألف لاجئ، أي 59,2% من العدد الإجمالي الذي تم إحصاؤه.