أنطوان القزي
هل قرأتم عن المذيع المصري الشهير أحمد سعيد الذي أعلن في حرب حزيران 1967 عبر راديو صوت العرب عن انتصار ساحق للجيش المصري وعن أسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية في الوقت الذي شهدت فيه جميع الجبهات هزيمة الجيش المصري.
أحمد سعيد، تقمّض اليوم في الحرب الروسية على أوكرانيا،
فقد هددت وكالة الرقابة الإعلامية الروسية وسائل الإعلام بفرض الغرامات والحظر ما لم تلتزم بالأخبار الرسمية الروسية ليصبح كل الإعلاميين الروس أحمد سعيد وإلّا السجن لفترة تمتد الى 15 سنة.
وسرعان ما أعلنت وكالة بلومبرغ الأميركية للأنباء، تعليق نشاط صحافييها في روسيا ، كذلك فعلت ال»سي أن أن» وال»بي بي سي».
وليل الجمعة السبت أعلنت وكالة سبوتنيك الروسية أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي هرب الى بولندا وهو مختبئ في السفارة الأميركية في وارسو.
وفي اليوم التالي ظهر زيلينسكي في كييف يسير مع بعض جنوده.
ويوم 24 شباط فبراير، ، بينما افتتحت قناة بي بي سي ورلد نشرتها الإخبارية بخبر الضربة الروسية التي استهدفت برجا تلفزيونيا في العاصمة الأوكرانية كييف، كان التلفزيون الروسي يعلن أن أوكرانيا هي المسؤولة عن الضربات التي تتلقاها مدنها.
وفي ذات اليوم قالت وكالة سبوتنيك الروسية:» أطلقت روسيا في الرابع والعشرين من فبراير/ شباط عملية عسكرية «خاصة» في أوكرانيا، تهدف إلى حماية سكان إقليم دونباس، ونزع السلاح من البلاد بعدما هددت كييف موسكو بتطوير أسلحة نووية في الوقت الذي انكشف فيه عملها على إنتاج صواريخ باليستية، وبعدما رفض الغرب جميع المبادرات الروسية التي تحفظ السلم في المنطقة وتضمن أمن جميع البلدان، علاوة على الإخلال بتعهدات ما بعد الحرب الباردة”.
من يسمع هذا الخبر يظنّ أنه يتحدث عن نظام كيم أون جونغ في كوريا الشمالية؟!
وفي اليوم الثالث، تابعنا النشرة الإخبارية الصباحية على قناة يسيطر عليها الكرملين. ولم يرد أي ذكر للقافلة العسكرية التي يبلغ طولها عشرات الكيلومترات والتي تزحف من بيلاروسيا في الشمال باتجاه العاصمة الأوكرانية كييف، وهو الخبر الذي كان بعد نصف ساعة فقط الخبر الرئيسي الأول في نشرة الأخبار العالمية!.
وعلى قناة روسيا 1، والقناة الأولى، وهما القناتان الأكثر شعبية في روسيا، وتسيطر الدولة عليهما ، يتم اتهام القوات الأوكرانية بارتكاب جرائم حرب في إقليم دونباس. ويقول أحد المقدمين على قناة روسيا 1 أن التهديد الذي يواجهه المدنيون في أوكرانيا لا يأتي من القوات الروسية، بل من «القوميين الأوكرانيين».
ويضيف «إنهم (الأوكرانيون) يستخدمون المدنيين كدروع بشرية، ويتعمدون وضع أنظمة قصف في مناطق سكنية، ويصعدون من قصف المدن في دونباس».
وعبر القنوات التلفزيونية التي تسيطر عليها الحكومة، يستخدم مقدمو البرامج والمراسلون لغة انفعالية ويعرضون صورا معينة بهدف رسم «أوجه تشابه تاريخي» بين «العملية العسكرية الروسية الخاصة» في أوكرانيا وحرب الاتحاد السوفيتي ضد ألمانيا النازية.
ألا تترحّمون معي على زمن أحمد سعيد.