أثارت دعوة المتطوعين الدوليين للانضمام إلى القوات المسلحة الأوكرانية محادثات وجدلا كبيرا في العاصمة الأسترالية كانبرا حول القانون الأسترالي وإمكانية سفر الأستراليين إلى أوروبا لحمل السلاح ضد روسيا.
و أعلن دميترو كوليبا وزير خارجية أوكرانيا في وقت سابق على وسائل التواصل الاجتماعي أن «الأجانب المستعدين للدفاع عن أوكرانيا والنظام العالمي كجزء من التحرك الدولي للدفاع الإقليمي عن أوكرانيا، أدعوكم للاتصال بالبعثات الدبلوماسية الأجنبية لأوكرانيا»
وأضاف كوليبا «معًا هزمنا هتلر، وسنهزم بوتين أيضًا».
أدت الدعوة العالمية إلى انقسام الرأي حول ما إذا كان بإمكان المسافرين انتهاك القوانين في بلدانهم الأصلية عند الاشتراك في نزاع أجنبي، على الرغم من أن وزيرة خارجية المملكة المتحدة ليز تروس قالت إنها تدعم «بشكل مطلق» المواطنين الذين يريدون دعم أوكرانيا.
هذا وقد حث رئيس الوزراء سكوت موريسون الأستراليين على عدم الذهاب إلى أوكرانيا لحمل السلاح وتقديم الدعم في الحرب ضد الغزو الروسي.
وقال موريسون للصحفيين: «أود أن أقول لأجل سلامة الأستراليين، عليكم بعدم السفر إلى أوكرانيا».
«يمكنني أن أفهم تمامًا المشاعر القوية والدوافع لدى الناس للذهاب والقيام بذلك».
«لكنني أقول في هذا الوقت إن شرعية مثل هذه الإجراءات غير مؤكدة بموجب القانون الأسترالي».
بموجب القانون الأسترالي، لا يجوز للأشخاص المشاركة في أنشطة معادية في الخارج إلا إذا خدموا في القوات المسلحة لدولة أجنبية.
وقالت وزيرة الخارجية ماريز باين إن الأستراليين الذين قاتلوا مع جماعات مسلحة غير حكومية على جانبي الصراع قد «يرتكبون جريمة جنائية».
وقالت «بصراحة، أود أن أشجعهم بشدة على الالتزام بنصائح السفر الصادرة في هذا الشأن، وهي عدم السفر إلى أوكرانيا».
وقال رئيس الوزراء إن هذه المخاوف ستتم مناقشتها بشكل أكبر في اجتماع للجنة الأمن القومي، المكونة من وزراء بارزين في مجلس الوزراء.
من ناحيته، قال وزير الخزانة جوش فرايدنبرغ لراديو إيه بي سي إن التحذير الصادر من الحكومة الأسترالية بعدم سفر الأستراليين إلى أوكرانيا لا يزال ساريا حتى الآن.
ووفقا لصحيفة سيدني مورنينغ هيرالد في عددها الصادر صباح يوم الإثنين، قال القائم بالأعمال الدبلوماسية فولوديمير شالكيفسكي في كانبرا، إن هنالك العديد من المواطنين الأستراليين قد اتصلوا به ممن كانوا على استعداد للسفر إلى منطقة الحرب للانضمام إلى القوات الأوكرانية.
ونقلت صحيفتي Sydney Morning Herald  و The Age  ليلة الأحد تصريحات شالكيفسكي «نعم، يمكنني أن أؤكد أن لدينا عددًا من الطلبات من مختلف الأستراليين».
وأضاف القائم بالأعمال «إنه أمر جاد للغاية، ليست مجرد نزهة، أريد تسهيل ذلك ولكني لا أريد أن ينتهك هؤلاء الأشخاص القوانين الأسترالية الخاصة بهذا الشأن».
وتخطط سفارة أوكرانيا للنظر في القانون في محادثات ثنائية مع الحكومة الأسترالية قبل اتخاذ أي خطوات أخرى.
وعلى الصعيد الدولي، أكدت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريديريكسن مساء الأحد أن بلادها ستجيز للمتطوعين الانضمام الى لواء دولي تعتزم أوكرانيا تشكيله للتصدي للغزو الروسي، نافية وجود أي «عائق قانوني» يحول دون ذلك.
وقالت رئيسة الوزراء في مؤتمر صحافي «إنه خيار متاح لأي شخص، وهذا يسري بالتأكيد على جميع الأوكرانيين الذين يقيمون هنا، وأيضا على آخرين يرون أنهم قادرون على المشاركة المباشرة».
واضافت «بناء على تحليلنا، ليس ثمة عائق قانوني يحول دون توجه أحد إلى أوكرانيا للمشاركة في النزاع، طبعا مع الجانب الأوكراني».
وفي وقت سابق الأحد، تظاهرت رئيسة الوزراء مع آلاف الاشخاص أمام سفارة روسيا في كوبنهاغن رفضا للغزو الروسي لأوكرانيا.
وأعلنت الرئاسة الأوكرانية الأحد تشكيل «لواء دولي» من المقاتلين الأجانب لمساعدة كييف في صد الغزو الروسي، داعية المتطوعين للانضمام إليه.
وطلب من هؤلاء التوجه الى سفارات أوكرانيا في دولهم. عن أس بي أس