أعلنت الحكومة الأسترالية، الخميس، إدراج جماعة هيئة تحرير الشام، وحراس الدين، و»النظام الاشتراكي الوطني» على لائحة التنظيمات الإرهابية المحظورة.
وقالت وزيرة الشؤون الداخلية الأسترالية كارين أندروز، إن جماعة «النظام الاشتراكي الوطني» اليمينية المتطرفة، التي يقع مقرها في الولايات المتحدة وضعت على قائمة الإرهاب، بجانب جماعات إسلامية مثل هيئة تحرير الشام وحراس الدين.
كما تخطط أستراليا لإدراج حركة حماس الفلسطينية بأكملها إلى القائمة جراء تزايد المخاوف بشأن الأطفال المتطرفين بعد أن كانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة مصنفة على لائحة الإرهاب منذ عام 2003.
وكتبت أندروز إلى حكومات الولايات لوضع اللمسات الأخيرة بشأن إدراج حماس في أقرب وقت ممكن.
وقالت إن «وجهات نظر حماس والجماعات المتطرفة العنيفة المدرجة اليوم تبعث على القلق العميق، ولا مكان في أستراليا لأيديولوجياتها البغيضة”.
وأضافت الوزيرة الأسترالية: «ينبغي ألا تستهدف قوانيننا الأعمال الإرهابية والإرهابيين فحسب، بل ينبغي أن تمتد أيضا إلى المنظمات التي تخطط وتمول وتنفذ هذه الأعمال”.
النظام الاشتراكي الوطني
وبضم جماعة «النظام الاشتراكي الوطني»، التي تدعو إلى «حرب عنصرية» عالمية وانهيار المجتمعات الديمقراطية، إلى القائمة، الخميس، يرفع عدد الجماعات المحظورة في أستراليا إلى 28.
والنظام الاشتراكي الوطني (NSM) هي جماعة نازية جديدة تنتشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث تصنف على أنها أكثر الجماعات النازية الجديدة صراحة في البلاد.
وتدعو الجماعة إلى «أميركا الكبرى» التي تتكون من البيض فقط والتي من شأنها أن تحرم بقية أفراد المجتمع من الجنسية الأميركية وحقوقها القانونية، بما في ذلك السود واليهود ومجتمع الميم. وتنتقد الجماعة الاشتراكية بشكل لاذع اليهود والمهاجرين، ويتبنى أيديولوجية عنصرية معادية للسامية.
كما تعتقد الجماعة أن المجتمع يروج لـ «كذبة كبيرة» تتمثل في المساواة بين الأعراق، وأن العرق الأبيض يواجه الانقراض من خلال الاختلاط العرقي وكذلك العنف.
وتحقيقا لهذه الغاية، يدعو النظام الاشتراكي الوطني إلى مظاهرات في الشوارع ومسيرات وتجمعات من أجل نشر رسالته، حيث يعتقد أن اليهود هم من يهيمنون على وسائل الإعلام.
ومثل معظم مجموعات النازيين الجدد النشطة في الولايات المتحدة، تعود جذور هذه الجماعة إلى الحزب النازي الأميركي (ANP) في الستينات بقيادة جورج لينكولن روكويل.
وبعد مقتل روكويل عام 1967، ظهرت مجموعات متنوعة من فصائل النازيين الجدد من بقايا الحزب النازي الأميركي. ومن بينها كانت جماعة «النظام الاشتراكي الوطني» التي بدأت كمجموعة صغيرة من النازيين الجدد عام 1974 من قبل فردين هما روبرت برانين وكليف هيرينجتون.
هيئة تحرير الشام
بعد الحرب الأهلية في سوريا، شكلت جبهة النصرة على اعتبار أنها فرعا لتنظيم القاعدة في البلاد تعارض نظام بشار الأسد.
لاحقا، تحولت جبهة النصرة إلى ما يعرف اليوم بـ «هيئة تحرير الشام»، التي تملك أيدولوجية سلفية جهادية على الرغم من انشقاقها العلني عن تنظيم القاعدة في عام 2017.
وأسس زعيم النصرة، أبو محمد الجولاني، تنظيما قادرا على تأمين تمويلا ماليا من دول الخليج، وفقا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي يقول إن التنظيم كان يجمع الإيرادات أيضا من الضرائب ومصادر الأصول في المناطق التي سيطر عليها.
لكن في أواخر يوليو 2016، أعلن الجولاني حل جبهة النصرة وتأسيس جماعة جديدة هي جبهة تحرير الشام في وقت لم يعد فيه للجماعة «علاقات خارجية» مع القاعدة مما خلق توترا كبيرا داخل التنظيم على اعتبار أن ذلك الإعلان جاء دون استشارة زعيم القاعدة أيمن الظواهري.
واليوم، لا تزال هيئة تحرير الشام المصنفة إرهابيا في الولايات المتحدة، تحت قيادة أبو محمد الجولاني، لكن أهداف الجماعة تغيرت إلى حد ما منذ إعلان استقلالها عن القاعدة، حيث تتركز على إقامة دولة إسلامية في سوريا وإسقاط نظام الأسد.
ووفقا لتقديرات المركز الذي يتخذ من العاصمة واشنطن مقرا لها، تمتلك هيئة تحرير الشام قوة مقاتلة قوامها ما بين 12000 و15000 مقاتل منذ أكتوبر 2018. وتتمركز الجماعة بشكل أساسي بمحافظة إدلب السورية، على الرغم من نشاطها في محافظات حلب وحماة ودرعا ودمشق في سوريا.
تنظيم حراس الدين
حراس الدين هي جماعة متمردة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة وتقاتل في الحرب الأهلية السورية كذلك، حيث نشأت هذه الجماعة عام 2018 بعد التطورات في هيئة تحرير الشام الناجمة عن فك الارتباط مع تنظيم القاعدة.
ويقود التنظيم العديد من الشخصيات، بما في ذلك القائد العام خالد العاروري (المعروف أيضا باسم أبو القاسم الأردوني) وأعضاء مجلس الشورى سمير حجازي (المعروف باسم أبو حمام الشامي أو فاروق السوري)، سامي العريدي (الملقب بـ أبو محمود الشام)، بلال خريسات (الملقب بأبي حذيفة الأردوني)، إضافة إلى فرج أحمد النعنع، وأبو عبد الكريم المصري.
وضم التنظيم الذي يتمركز أيضا في في جبال غرب إدلب وجبل باريشا، ومدينة سرمين، عددا من المقاتلين والجماعات التي كانت تدين بالولاء المطلق للقاعدة. وبحسب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فإن التنظيم يضم 16 فصيلا مقاتلا على الأقل.
فيما بعد انضمت الجماعة لتشكيل سمي باسم «غرفة عمليات وحرض المؤمنين»، لكن الأمر لم يدم طويلا، حيث بدأت هيئة تحرير الشام سلسلة حملات أمنية واعتقالات بحق قادة وعناصر في «حراس الدين”.
ويزعم التنظيم أنه شن عشرات الهجمات منذ إنشائه، حيث وقعت هذه الهجمات في مجموعة متنوعة من المناطق الريفية والبلدات الصغيرة، بما فيها 12 موقعا في محافظة حلب، و16 في محافظة حماة، و7 في محافظة إدلب، و15 في محافظة اللاذقية.
وفي 2019، صنفت وزارة الخارجية الأميركية رسميا تنظيم «حراس الدين» كمنظمة إرهابية أجنبية، وعرضت مبلغا ماليا في إطار برنامج «المكافآت من أجل العدالة» لقاء معلومات عن ثلاثة من قادتها.
وفي سبتمبر الماضي، قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، لموقع «الحرة» إن عدد مقاتلي «حراس الدين» وصل في بداية التشكيل إلى 2000 مقاتل، أما الآن «بضع عشرات لا أكثر ولا أقل”.