كاتب الرأي والباحث: منير الحردول
-المملكة المغربية-
ماذا يعني تبني بعض دول العالم والشركات نظام عمل يعتمد على 4 ايام في الأسبوع، وذلك دون المس بأجر العامل(ة) والموظف(ة)! أعتقد ان ذلك يعني تشجيع الاقتصاد وتنشيط القطاع الخاص والمرتبط أساسا بالخدمات، مع إعطاء نفس للذات، بغية تخفيف التكاليف الصحية الناجمة عن الإرهاق والضغط المتواصل، والاكتئاب، وكثرة الغيابات، وغيرها كثير أظف إلى ذلك الاهتمام بنسقية الأسرة في إطار تشجيع التلاحم الوجداني بين الأبناء والآباء! ..فآه على جوهر وعقلية نوعية الدراسات!!!!
فالعمل وطول مدته، لم ولن تجلب إلا الخراب على المستوى النفسي والوجداني للبشرية طيلة الحياة، سواء تعلقت تلك الأمور بالحياة الأسرية والاجتماعية أو العاطفية الوجدانية. فسجن الإنسان في واقع اسمه الساعات اليومية الطويلة، والتداوم والمداومة لتحقيق إنتاجية كبيرة، أثرت على المحيط العام للعلائق الاجتماعية لكافة المجتمعات تقريبا، خصوصا المجتمعات التي تتبنى نظما ليبيرالية أو تلك التي ترهق العامل أو الموظف بنظام مداومة اقل ما يقال عنه أنه سجن جديد في نظام انتاج جديد…
وما الأمراض النفسية والعقد المتفشية والنفور والصراع حول عجرفة الكبرياء، وكثرة الطلاق واهمال واجبات الابناء، وظواهر الإكتئاب المتفشية، إلا دليل على تجرد الإنسان ونظم الإنتاج العالمية من قيم اسمها الحياة الإنسانية، الحياة الهادئة، الحياة المطمئنة القائمة عل الاشتغال في ايام محدودة، حياة اسمها الترفيه عن النفس، حياة اسمها تدعيم التواصل الأفقي بين مكونات الأسرة والعائلة وهكذا دواليك.
فالمقاربة القائمة على الحقوق مقابل الواجبات اثبتت محدوديتها الاجتماعية النفسية، مقارت رمت بملايين من البشر إلى الهامش، هامش التشرد والانحراف والسجن وهذا ثم هكذا! ولعل الانتقال لمقاربة النسق القائم على التضامن والتعاضد واستمرارية المداومة على أنسنة المجتمع لخير بكثير من نظام انتاجي خلق عقدا اجتماعية ونفسية، عقد مظاهرها لا تحتاج للسرد بحكة قوة الواقعية المفسرة لها!!!