أنطوان القزي
نادراً ما يظهر فلاديمير بوتين جالساً خلف مكتبه، فهو يلتقط صورة إما الى جانب نمر وإما يسبح في المياه الجليدية أو يتوسط عدداً من الحسناوات، فهو إن قال فعل عكس الرؤساء الأميركيين المترددين
في آذار مارس سنة 2014 ضمّ بوتين شبه جزيرة القرم الى الاتحاد الروسي بعاصمتها سيمفروبول وهي كانت تابعة لأوكرانيا.
في أبريل نيسان سنة 2018 تعرّض العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال لحالة تسمّم في لندن واتهم يومها بوتين.
لا مشكلة لدى ضابط ال»كاي جي بي» السابق أن يغيّر الخرائط إذا رأى أن مصلحة القياصرة الجدد في موسكو تقتضي ذلك.
ففي 20 أغسطس 2020، وبينما كان المعارض الروسي أليكسي نافالني يستقل طائرة من سيبيريا إلى موسكو، فقد وعيه واضطرت الطائرة للهبوط حيث نقل نافالني إلى مستشفى الطوارئ بمدينة
عنوان واحد يجمع بوتين (الروسي) وأسلافه «السوفيات»، خروتشوف وبريجينيف وقبلهما جوزيف ستالين، العنوان هو الهيمنة والتسلّط.
قام السوفيات بغزو المجر عام (1956) وذلك لإخماد الحراك التحرري من قبل شعب المجر ومنع وصول النفوذ الغربي إلى حدوده الغربية وذلك على الرغم من كل أنواع الشجب والتنديد التي تلقاها.
ثم ربيع براغ عام (1968) حيث تحرك الشعب التشيكوسلوفاكي بقيادة دوبتشيك للخروج من خرنقة الاتحاد السوفيتي والمطالبة بمزيد من الحريات إلا ان ذلك تم إخماده بالقوة بواسطة اجتياح الجيش السوفييتي لتلك الدولة وإعادتها بالقوة إلى منظومة الدول الشيوعية وذلك أيضاً لحماية حدوده الغربية. هذا وقد كانت تلك الأحداث وغيرها نتائج مباشرة للحرب الباردة التي كانت تسخن أحياناً ثم تعود إلى البرودة وعلى الرغم من توقف الحرب الباردة ظاهرياً بعد تفكك الاتحاد السوفييتي إلا أن الجمر ظل تحت الرماد فالمطامع لازالت موجودة والمنافسة لازالت على أشدها خصوصاً أن روسيا قررت أن تعود إلى الواجهة ولذلك فهي تحمي حوزتها من خلال السيطرة على المناطق القريبة منها في ضوء توسع الاتحاد الأوروبي وضمه عدداً من دول المنظومة الاشتراكية سابقاً. وفي ضوء نشر الدروع الصاروخية الأميركية في بعض دول شرق أوروبا مثل بولندا وغيرها.
اليوم يعيش العالم على إيقاع تهديد بوتين لأوكرانيا لأنه يرفض أن تلتفت هذه الدولة الى الإتحاد الأوروبي، وكل دولة تحاول الخروج من كنف موسكو، فالعصا جاهزة، وانظروا ماذا حصل لأرمينيا منذ أشهر لأنها تجرأت أو حاولت أن تستدير الى الغرب؟!.
كان واضحاً أن بوتين تغلّب بالنقاط على كل من أوباما وترامب وعلى بايدن (حتى الآن).
وبعد، إذا كانت واشنطن امبريالية، فماذا عن موسكو في عهد بوتين؟!.
أليس هو الكاوبوي الجديد.!.