أنطوان القزي
يوم الأحد الماضي ، تلقّى مركز شرطة في بريطانيا إتصالاً من سيدة تطلب المساعدة، لكن المشكلة في هذا الإتصال أنّ المرأة تعيش في مكان يبعد 4 آلاف كيلومتر. و هي سيدة كندية تقيم في مدينة أجاكس بمقاطعة أونتاريو تعرّضت لموقف عصيب عندما اقتحم رجل منزلها.
وكتبت المرأة في نداء الإستغاثة: «أحتاج إلى مساعدة، إنّه يقترب، إنّه في المنزل»، ثم التزمت الصمت.
وكان الخطأ ناجماً عن تشابه في الأسماء بين منطقة دورهام في بريطانيا وأخرى بنفس الأسم في مقاطعة أونتاريو الكندية.
ولم يغلق ضابط الإتصال البريطاني الدردشة الحية، وسارع زملاؤه إلى الاتصال بنظرائهم في دورهام الكندية. وبالفعل، هبّ هؤلاء سريعاً لنجدة المرأة، حيث وجدوا رجلاً يبلغ من العمر (35 عاماً) داخل منزلها.
وحاول المشتبه فيه الهروب، لكنه حوصر في النهاية في مكان قريب، وفي البداية رفض الإنصياع لطلبات الضباط، واضطر هؤلاء لصعقه بالكهرباء والقبض عليه في نهاية المطاف.
وفي لبنان ، قرأنا منذ أيام أن مستشفى رزق طلب سيارة إسعاف لنقل مواطن الى مستشقى اوتيل ديو، وعندما تأخرت سيارة الإسعاف تم نقل المريض سيراً على الإقدام ترافقه طبيبة (الصورة) ليكتشفوا أن سيارة الإسعاف متوقفة أمام المستشفى ولم يتوفر لها البنزين.. هذا يحصل في بيروت وليس في وادي خالد أو الهرمل.
في كندا ، على بعد أربعة آلاف كيلومتر أعتقلوا الجاني.. وفي بيروت ،على بعد 400 متر ما زالوا ينتظرون الإسعاف.
فقد توفّي في لبنان 4 أطفال صغار في الأسبوعين الأخيرين فقط نتيجة تعذّر وجود جرّاح قلب متخصّص في لبنان، بعد أن هاجر الأطبّاء إلى دول مختلفة بعد الأزمة الاقتصاديّة التي تعصف بالبلد.
كما توفي طفل خامس لعدم توفّر سرير له في المستشفيات.
وما زاد من مأساوية المشهد خبر يقول “:بادر بعد المرضى الميسورين في لبنان الى حجز مواعيد مع اطبائهم في دبي، حيث فضل هؤلاء الاطباء الاستقرار الدائم في دبي ومن يرغب من مرضاهم في لبنان المعاينة عليه السفر الى دبي وحجز موعد مسبق، لأن الانتقال بين البلدين بات مكلفاً على الطبيب الذي يعاني أيضاً من ضغوطات العمل في الامارات، وبات صعباً عليه التوجه في نهاية الاسبوع الى بلده تاركاً عائلته.
بعد حرب السنتين، لاحظتُ أن أحد أنسبائي كان يتردّد كثيراّ الى باريس وهو من سكان الأشرفية، فدفعني الفضول مرّة لسؤاله»: لماذا تكثر من زياراتك الى باريس”؟:فأجابني على الفور:” بعد الحرب أقفل حلّاقي صالونه في بيروت وافتتح آخر في باريس وأنا أقصده كلما أردتُ أن أقصّ شعري” .
ونسيبي حيُّ يُرزق ويعيش اليوم في سدني.
أيها اللبنانيون، لمَ العجب، الحلّاقون سبقوا الأطباء منذ 46 الى الهجرة، لكن الليرة يومها كانت تساوي فرنكين فرنسيين وكان الحد الأدنى في لبنان يكفي ثمن تذكرة ذهاباً وإياباً الى باريس مغ إقامة أسبوع فيها .. مع قصّة شعر في الشانزيليزيه؟!.