الكاتب والباحث:
منير الحردول- المملكة المغربية
إنقاذ طفل بريء..أو حينما تهب رياح الإنسانية على قلوب بشر العالم..فما أحوجنا للفكر الإنساني النقي والخاص، والبعيد عن الغلو في الأصل والتراث وغير ذلك..فلو تركت وسمح لرياح ثقافة الإنسانية بالزحف على الثقافة العالمية، لما شاهدنا ورأينا المآسي والحروب والمجاعات وغيرها من الكواث المملة، والمهينة لكائن بشري ، كائن اسمه الإنسان!
ولعل ريح الإنسانية التي هبت على العالم والقادمة من قرية صغيرة بمدينة شفشاون المغربية، ريح حملت في ثناياها وطياتها الكثير، فطفل اسمه ريان تألمت معه القلوب الزكية في المغرب الاقصى، ليزخف الالم على باقي القلوب الطيبة الأخرى في العالم! كيف لا! وابن الخمس سنوات في ظلام جب عمقه حوالي 32 مترا، وفي عمق موحش مظلم، بدون أنيس ولا أب ولا ام، عمق نطق في الأخير بالقدر المحتوم، قدر قال كلمته الاخيرة، قدر أبى أن ينتظر 5 ايام من العمل ليل نهار، وامام تسخير كل الإمكانيات اللوجستيكية والآلية والبشرية، بغية حفر نفق للوصول للملاك الصغير، حفر متواصل توج بإزاحة جبل من مكانه للوصول لجسم نحيف ينتظر الأمل، الأمل الذي وصل قبل فوات الأوان، أمل كان عنوانه مزيجا من الفرحة العابرة، لتختلط بحزن عميق ورضاء بقدر محتوم اسمه الموت، والتحاق الروح الطيبة الزكية لطفل بريء بالرفيق الأعلى، كما التحقت قبله أرواح ملايين الأطفال بربها في السماء، بفعل عوارض وكوارث مختلفة!
فهكذا يتألم الإنسان، وهكذا هي حياة الإنسان، حياة محصورة بين المد والجزر، حياة تحتاج في جوهرها لموقف ثابت اسمه إنسانية الإنسان!
فيا إنسان الحياة محدودة في الزمكان، لذا فالرأفة والتضامن والتعاضد وحب الخير هي جوهر استمرار إنسانية الإنسان