أنطوان القزي

بعدما دخلت تركيا على خط مساعدات لبنان من بوابة طرابلس، وبعدما زارها تباعاً زعيمان طرابلسيان: أشرف ريفي وفيصل كرامي .. بسرعة خاطفة انتقلت هذا الأسبوع سفينة نجيب ميقاتي ( طرابلسي) من مضيق هرمز على الخليج ( العربي-الفارسي) لترسو في مضيق الدردنيل والبوسفورفي آخر حلقة من حلقات المسلسل التركي في لبنان:
في اكتوبر تشرين الأول الماضي،
غادرت لبنان الباخرتان التركيتان «فاطمة غول سلطان» و»أورهان بيه»، وذلك بعد مضيّ أكثر من 8 أعوام على استئجارهما
الذي اثار جدلا واسعا طوال فترة وجودهما في لبنان، وخصوصا حيال شبهات تتعلق بالعمولات والصفقات والمصالح.
سنة 2020 بدأت الحكومة التركية توزيع حصص غذائية في بلدتي الكواشرة و عيدمون في عكار ذات الاصول التركية ، وعرضت تركيا قائمة من المساعدات في كافة المجالات على السلطات اللبنانية مدعية أنها من باب الأخوة، وليس لديها أية أجندات خفية من وراء ذلك، رغم تحذير عدد من المسؤولين اللبنانيين من محاولات أردوغان في التغلغل بالحياة السياسية في البلاد، مستغلاً أزمتها الاقتصادية.
وعرض السفير التركي أولوصوي مساعدات بلاده في مجالات الثقافة والطاقة والنقل العام والتبادل السياحي، إضافة إلى الميادين الأخرى.
وسبق أن أكد مسؤولون لبنانيون، أن تركيا تتحرك عبر البوابة الشمالية في البلاد، مستغلة سوء الأوضاع الاقتصادية، للتدخل في الأروقة السياسية، كما أنها مولت بعض أعمال التخريب في مدينة طرابلس ووسط بيروت. وأوضح المسؤولون، أن أنقرة ومن خلال الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) تستغل الفقر والجوع في مناطق عدة، لاسيما في الشمال من أجل توزيع مساعدات معيشية عبر مكاتب استحدثتها في طرابلس وعكار.
وتطرقوا إلى وجود مدارس في الشمال تم إنشاؤها بتمويل تركي تُدرّس اللغة التركية، وتُقدّم منحاً لطلابها لإكمال دراستهم في تركيا، وهذا سمح لتركيا بأن كوّن لها موطئ قدم في الشمال.
ومنذ اللحظات الأولى التي تلت انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020، سارعت تركيا إلى مدّ يد العون إلى لبنان. وعقب أيام من انفجار بيروت، أجرى فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، برفقة وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، زيارة إلى العاصمة اللبنانية، وذلك للتأكيد على دعم أنقرة للبنان والتضامن معها.
وفي تشرين الأول أعلنت السفارة التركية في لبنان أنها سلمت  3آلاف طرد غذائي لقوى الأمن الداخلي.
وفي ذات الشهر قدم الجيش التركي 60 طنا من المساعدات الغذائية إلى نظيره اللبناني
في آب الماضي العام الماضي وقع انفجار التليل في عكار وأسقط عدداً من القتلى واستقبلت مستشفيات تركيا عدداُ من الجرحى اللبنانيين المصابين بجروح بليغة..
وغداة انفجار التليل وبعد مرور أكثر من 11 عاماً على تدشين المستشفى التركي المتخصّص بمعالجة الحروق في صيدا، علت أصوات داعية الى فتح هذا المستشفى الذي بنته الحكومة التركية وجهزته بمبلغ ٢٠مليون دولار أميركي، وما زالت أبوابه مغلقة.
معلوم أن هذه المستشفى هو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط ومتخصص بمعالجة الحروق، وبسبب الخلاف على المحاصصة جمّد افتتاحه!.
ويوم الثلاثاء من هذه الأسبوع أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اثناء استقباله الرئيس ميقاتي في أنقره، عن استعداده لتقديم «الخبرات على صعيد التعاون الرقمي للخدمات العامة» في لبنان، معرباً عن استعداد الشركات التركية «لتنفيذ مشاريع مهمة في مجال البنية التحتية بما فيها إعادة إعمار مرفأ بيروت”.
هل توافقون أن ميقاتي ذهب الى أنقرة من باب:» مكرهاً أخاك لا بطلاً»؟ أم أنه مقتنع باستبدال «السلطان» ب»سلمان» لأن لا خيار له بغير ذلك؟!.