محمد رشيد
(daralqussa62@gmail.com )
بعدما تناولنا الفنانة فيروز والفنانة وردة الجزائرية والفنان نجيب حنكش والفنانة علية التونسية والفنان حسين الجسمي والمطرب الهادي الجويني والفنان راشد الماجد والفنان فؤاد سالم والفنان فاضل عواد والفنان فرج عبد الكريم والفنان محمد عبد الوهاب ضمن مشروع كتاب مهم حمل عنوان أغانـــي المثقفين نتناول اليوم الفنان عوض دوخي , اسمه الحقيقي عوض فرحان دوخي من مواليد الكويت منطقة الشرق فريج المطبة عام 1933 , نشأ يتيم الأب وعمره (5)سنوات ,تلقى دروس التعليم والقران الكريم من خلال الملا بلال والملا زكريا بعد ذلك أكمل دراسته في مدرسة النجاح,بدأ حياته الفنية عام 1941 أيام الغوص والبحر عندما كان يغني على ظهر السفن وغنى في الإذاعة أول أغانيه بعدما قدمته للإذاعة الفنانة الشعبية عودة المهنا عام 1958م , اشتهر بأغاني (التباب) والصوت وقدمها في قالب فني جميل لم يستطع الوصول إليه من عاصروه من مطربي الكويت الأوائل والتباب هم الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة وهم أولاد الغواصين الذين يقومون بتقديم القهوة والماء وغسل الأواني والبحث عن اللؤلؤ في المحار,أدى بحدود(193)أغنية من مختلف الألوان (الصوت)و(السامري)و(الأغنية الخفيفة)و(الوطنية), مارس التلحين ومعظم الفنون الشعبية وتنطبق عليه كل صفات البحارة ويعده البعض أول من طور فن الصوت وهو أسلوب وطريقة في الغناء لها إيقاعها المعروف ونموذجها اللحني, شارك دوخي في العديد من الحفلات الغنائية بالدول العربية وغنى لام كلثوم وبعض المطربين العرب المشهورين وقدم العديد من الأغاني التي تميزت بروح الأصالة والتراث, غنى لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب أغاني عديدة وخلجنَ هذه الأغاني المصرية بمعني البسها الثوب الخليجي , تحسب لعوض دوخي الكثير من المميزات التي أضافها للأغنية الخليجية فكان أول من ادخل الكورال النسائي في الأغنية الخليجية وأول من غنى في استقلال الكويت, ويقول بكل حرارة حقي كفنان مهضوم ولم آخذ حقي ماديا ولا معنويا, , أغنية صوت السهارى من الحان عوض دوخى التي تعد نقلة فنية في حياته أسهمت بنشر الأغنية الكويتية خارج الحدود لكن هذا التفاهم لم يستمر طويلا حيث يقول د فهد الفرس وبعد هذه الأعمال الناجحة قررا الانفصال عن بعض لاختلاف وجهات النظر بعد ان طلب يوسف دوخي من عوض مواصلة غناء الفنون الشعبية ولكن عوض دوخي أصر على الغناء الشرقي ذي الطابع المصري حين تعاون مع الفنان المصري نجيب رزق الله في تلحين أغانيه, وأغنية صوت السهارى هي أغنيته المفضلة والتي أحبوه من خلالها تتحدث عن (عصرية العيد) والحبيب الذي سال عليه حينما انشغل كل فكره به حتى قضى الليل كله يفكر ويهيم بهناه يناديه من بعيد ولا جواب وظل يعد خطاه لسنين طوال حتى أصبح ليله ونهاره كله ظلام في ظلام كون الفراق سرق منه نعمة البصر والنوم , الفنان عوض دوخي فنان كبير أطلقت عليه لقب « قيثارة الخليج الدافئة « لقد تحدث الكثير عنه ووصفوه بأنه (شمعة من شموع الفن الكويتي التي ما زالت تضيء سماءه) و(انه احد المبدعين الرواد في مجال الغناء والتلحين وله بصمة واضحة في تاريخ الأغنية الكويتية) و(كوكب الشرق أم كلثوم قالت عنه : لم يشوه أغانيي بل قدمها بخليجيته ولم يكن مقلدا لي في كل أعمالي) ,أما إحساسي فانه يتفق كثيرا مع خيال الفنان محمد عبد الوهاب حينما قال عنه:إنني أتخيل كأنني أسبح في مياه الخليج الدافئة حينما استمع للفنان دوخي.
أغاني المثقفين كتاب يضم دراسات عن أُغنيات تميزت بنضج الكلمة وعذوبة اللحن وسحر الأداء التي يرددها المثقفين .