استضاف الزميل سركيس كرم في فقرة «من جالياتنا» التي تذاع من ضمن برنامج «هوا اهدن» للإعلامي الزميل روبير فرنجية، رئيس الرابطة المارونية استراليا جوزيف المكاري، وتناول اللقاء العديد من الأمور ولا سيما برنامج الرابطة ونشاطاتها.
وقدم كرم للمقابلة مع المكاري بالقول “ضيفنا اليوم ليس بمهندس معماري وحسب، وإنما هو مهندس في حقل الشأن العام وراسم بارع لخرائط أفكار ورؤية تأتي ترجمتها بتطبيق مشاريع خيرية تصب في مصلحة الجالية والكنيسة.
بدأ خدمته في الشأن العام كلاعب ومدرب في نادي مار يوسف زغرتا لكرة القدم، الذي يعرف اليوم بنادي رايدلمير أف سي.
تولى رئاسة جمعية بطل لبنان الزغرتاوية من عام 2014 حتى 2017
خدم كأمين سر للرابطة المارونية منذ عام 2007
أنتخب رئيسا للرابطة المارونية في نيسان 2021 وأعد على الفور مع الهيئة الإدارية استراتيجة عمل طموحة».
بداية تحية من المكاري لأسرة راديو اهدن وعلى وجه الخصوص للمونسنيور اسطفان فرنجية ومدير الإذاعة الأستاذ روبير فرنجية. وبعدها تعريف المستمعين بنشأته وتحصيله العلمي وعائلته الصغيرة، ومما قاله “ولدت في سيدني عام 1979 وانتقلنا الى لبنان عام 1980 حيث عشت طفولتي. تأسست في زغرتا وتعلمت في مدرسة الفرير دي لاسال كفرياشيت. عدنا عام 1990 الى استراليا فأكملت دراستي وتخرجت من جامعة غرب سيدني كمهندس مدني وحزت على ماجيستر في ادارة الأعمال وماجيستر في تخطيط المشاريع من جامعة سيدني التقنية. عام 2008 عدت في زيارة الى لبنان وتزوجت بريتا ايلي شيبان المكاري ولدينا اليوم ثلاثة اولاد هم أنطوني وأليكس وأنجيلينا”.
وعن كيف يعمل على توزيع وقته بين شؤون الشغل والعائلة وشؤون الجالية.، أوضح المكاري “تنظيم الوقت والعمل هو أهم شيء بالحياة وكذلك العزم على العمل مع فريق متجانس سواء أكان ذلك في الحياة الخاصة او العامة او في العمل. الله دائما يعطي القوة للذين ينشغلون بأعمالهم وحياتهم ويوظفون نشاطاتهم في خدمة الناس. ان أجمل شيء لدي يكمن بأن أرد وأعطي للغير وانا مصمم على العمل في خدمة الجميع”.
وعن الروابط مع لبنان، قال المكاري “ما يربطني بلبنان يقوى مع الأيام، وخاصة اليوم حيث يمر وطننا الأم بصعوبات شتى. اما بالنسبة لأصدقاء الطفولة فالعلاقة معهم نمت وتعززت كذلك، ونحن دوما على تواصل”.
وكشف جوزيف المكاري عن نجاحه بتسمية شارع بإحدى ضواحي سيدني الجديدة بأسم “المكاري” عندما كان ينفذ تخطيط مشروع تطوير منطقة عمرانية جديدة. وبات اليوم يسكن في شارع “المكاري”.
اما عن سبب دخوله معترك الحقل العام، رد رئيس الرابطة المارونية “أنضممت الى الرابطة المارونية عام 2007 كشاب وقد شجعني العديد من اركان وأعضاء الرابطة حينها وضموني تحت أجنحتهم وأنا مدين لهم بالكثير من الخبرة التي أكتسبتها. ونحن نتعلم بإستمرار طوال الوقت وهذا الأمر لا ينتهي”.
كما تطرق المكاري الى خبرته كلاعب كرة قدم وكمدرب بفريق مار يوسف زغرتا (رايدلمير أف سي) منذ 1990، منوهاً بالنادي الذي حضن أجيال من اللاعبين.
وعن فترة رئاسته لجمعية بطل لبنان الزغرتاوية، أشار “أحببت ان أحافظ على الروابط مع زغرتا. وكان من حظي العمل مع فريق متناسق ومتضامن بذل الجهود من أجل الجالية من دون هوادة”، مشدداً على أهمية التواصل مع زغرتا ومع لبنان.
وتحدث المكاري عن توليه رئاسة الرابطة المارونية في استراليا منذ نيسان الماضي، قائلا “هنالك أربع أهداف رئيسية نتجت عن خلوة عقدناها كرئيس وأعضاء هيئة ادارية بعد وقت قصير من تسلمي مسؤولية الرئاسة في بيت مارون. والأهداف هي أولا، ان نكون اليد اليمنى لسيدنا طربية والأبرشية ونساعده في مختلف المجالات قدر المستطاع. ثانياً، تقوية العلاقات مع الجالية المارونية في سيدني مؤسسات وأفراد. ثالثاً، الإهتمام بالشبيبة وحثهم على المشاركة في خدمة الشأن الماروني لأنهم هم المستقبل وضمانة الإستمرارية. رابعاً، مساعدة لبنان قدر الإمكان في هذه الظروف الصعبة”.
ونوّه المكاري بالرئيس السابق للرابطة الدكتور أنطوني الهاشم الذي سارع مع هيئة الرابطة الإدارية الى تجميع المساعدات بعد انفجار مرفأ بيروت والتوجه الى لبنان لهذه الغاية. وقال المكاري “ما زالت الرابطة المارونية توفر مساعدات مختلفة للعديد من الأسر في لبنان والأيتام والمرضى. وقد قامت بالتعاون مع عدة شركات ومؤسسات بترميم أكثر من 550 بيت وشقة و135 من المحلات المتضررة، وكذلك بتوفير ادوات كهربائية لبعض المنازل. كما وفرنا قرطاسية ولوازم مدرسية ل500 تلميذ”.
وتابع “مساعدات الرابطة لم تتوقف وما زلنا نساعد عائلات محتاجة في لبنان بالتعاون مع الأبرشية وعدة مؤسسات مارونية وخيرية. وأرسلنا مؤخراً أدوية الى لبنان. كما نساهم بمساعدة رعايا مارونية في استراليا”.
وردا على سؤال عن ماذا تحقق من خطة الرابطة الإستراتيجة منذ نيسان، أشار رئيس الرابطة الى التأخر بتنفيذ برنامج الخطة بسبب أنتشار كوفيد الذي أدى الى إغلاق سيدني حوالي الأربعة أشهر ومن بعدها بوقت قليل تفشي متحور أوميكرون الذي ما زالت نيو ساوث ويلز تعاني من تداعياته. وأمل بأن “تسمح الظروف بتطبيق كافة أهداف الخطة وتسمح بالتالي بإستئناف النشاطات بشكل طبيعي وناجح”، مشيداً بكافة أعضاء هيئة الرابطة الإدارية. وتوضيحاً لدور الرابطة المارونية في استراليا، شدد المكاري على ان الرابطة تعمل تحت مظلة المطران طربية وتساهم بمساعدة الأبرشية ومشاريعها وهي منفتحة على كل الموارنة من دون استثناء.
الى ذلك، شرح المكاري مبادرته بإحضار عيادة متحركة لفحص الثدي الى زغرتا لمدة يومين “تقوم العيادة المتنقلة بإجراء فحوصات سرطان الثدي لنساء زغرتا طوال مدة يومين (يومي الأربعاء والخميس 9 و 10 شباط 2022 من 8 صباحًا إلى 1 مساءً). وسيتم التبرع بهذه المبادرة بالكامل من قبلي أنا وعائلتي”. يمكن أن تقوم العيادة المتنقلة بفحص ما يصل إلى 40 سيدة في اليوم، أي ما يصل إلى 80 سيدة في اليومين.
وأكد رئيس الرابطة المارونية استراليا جوزيف المكاري عزمه على تحقيق النجاح الذي يصب في مصلحة الجالية والكنيسة، وان «ضميري مرتاح ولن تثنيني بعض العوائق في بلوغ الأهداف الخيرية النبيلة التي من أجلها خدمت وأخدم الجالية والكنيسة متسلحاً بالإيمان والإنفتاح والقيم والنوايا الإنسانية الطيبة».
وختم المكاري بالتوجه الى الشباب والصبايا بدعوتهم الى الإنضمام الى الرابطة المارونية وغيرها من المؤسسات الخيرية والبقاء على التواصل مع جذورهم وان لا ينسوا تاريخهم وتقاليدهم.