في مطلع شباط/ فبراير سنة 2020 وقعت حادثة دهس مؤلمة في أوتلاند راح ضحيتها 4 أطفال : أنطوني عبدالله (13 سنة)،أنجلينا عبدالله ( 12 سنة) وسيينا عبدالل ( 8 سنوات) وقريبتهم الطفلة فيرونيك صقر (11 عاماً).
أصبحت بريجيت صقر والدة فيرونيك بعد وفاة ابنتها في حادثة الدهس الشهيرة موضع الانظار، اولاً بدور الام المتمالكة، ثانياً بدور البطولة، وثالثاً بدور المؤمنة بالله والصبورة على المصائب.
أجرت بريجيت عشرات اللقاءات في الاذاعات وعبر الشاشات ومع الصحف وإحتلت العناوين عندما راحت وسائل الإعلام تتحدث عنها كإمرأة مثالية في التعاطي مع المصائب.
وسرعان ما راحت بربيجيت تنشد الناس من خلال تجربتها وتعطيهم المشورة والقوة، وكان كثيرون من الذين يتعرضون للمصائب يلجأون اليها لتخفف عنهم.
ولأنها اصبحت وجهاً إعلامياً وكونها امرأة اعمال، ولأن حزب الأحرار كان يفتش عن مرشحة لمقعد ستراثفيلد بعد إعتزال زعيمة المعارضة جودي مكاي، راح الحزب يرصد بريجيت ويراقبها إلى ان تلقت في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إتصالاً من مكتب رئيس حكومة الولاية دومينيك بيروتيت. وقال لها المتصل: «بما ان لديك خبرة اجتماعية وانسانية وتاريخ عملي في العلاقات العامة وبما انك أم تحترم القيّم العائلية، فإن الحزب يرغب في الحديث إليك»، وفي التاسع من الشهر ذاته إلتقت وزير التخطيط في الولاية انطوني روبرت الذي عرض عليها فكرة خوض الإنتخابات المحلية لمقعد ستراثفيلد عن حزب الاحرار.
رفضت بريجيت العرض فورا قائلة: «انا ام اولاً وثانياً لدي مشاغلي وثالثاً لست قادرة بعد حادث فقد إبنتي فيرونيك على خوض الحياة السياسية».
لكن كثيرين تدخلوا طالبين منها التفكير في الأمر وإزاء تمنياتهم إتصلت برجال دين وتشاورت معهم فقالوا لها: «انت إمرأة مؤمنة والمؤمن لا يخشى شيئاً، فلا تخافي من شيء واتكلي على الله».
ثم إتصلت بريجيت بطبيب نفسي كان يعالج إبنها مايكل (15 عاماً) الذي ما زال يعيش صدمة فقْد شقيقته فيرونيك فاعلمها الطبيب ان وضع مايكل سيتحسن قريبا والا تحمل هذا الهم.
فعلت ذلك حتى لا يقول الناس انها تركت عائلتها وانصرفت الى خوض غمار السياسة.
وبعد استشارات متعددة وتشجيع الأصدقاء ، وافقت بريجيت على عرض الأحرار وإلتقت رئيس حكومة الولاية دومينيك بيروتيت في مكتبه في البرلمان الذي طيّب خاطرها وقال انه يدرك ويشعر ما تشعر به وان هذا لا يمنع من التعاطي في الشأن العام واعداً اياها انه سيدعمها مع إبنها دائما ، فأعربت له عن موافقتها على العرض.
وتقول بريجيت لـ»التلغراف»: يبدو ان الأحرار تابعوا نشاطي وردّة فعلي بعد حادثة التصادم وإطّلعوا على ملفي الحافل بالعمل والعلاقات العامة في خدمة المواطنين وتقديم المشورة لهم».
وتقوا بريجيت انها تسكن منطقة ستراثفيلد وتعرف حاجتها تماما وهي منطقة غنية بتعدد خلفياتها الإثنية وغنية بمدارسها، لكنها تحتاج الى مساعدات للأعمال الصغيرة، كما تحتاج الى مساحات ومناطق رحبة للإستراحة وتخفيف الإزدحام.
وعن مجتمع ستراثفيلد تقول بريجيت ان 55% من سكانها مولودون في الخارج، حسب الترتيب التالي:
الهنود (11%) – الصينيون (10%) كوريا الجنوبية (7.7%) – سريلانكا (3.5%) – نيبال (2.9%) – فييتنام (2.4%) – هونغ كونغ (1.7%) – لبنان (1.6%) – الفلبين (1.4%) – إيطاليا (1.2%).
ولدى سؤالها ماذا غير بها حادث وفاة ابنتها فيرونيك تقول بريجيت: «الحياة كلها تغيرت، كل شيء تغير، وما كان مهماً لم يعد مهماً لأنني خسرت أغلى ما عندي. وهنا أشكر الذين وقفوا إلى جانبي وواسوني ودعموني، وجاء الدور الآن لأرد لهم الجميل في حال حالفني الحظ في إنتخابات مقعد ستراثفيلد عبر الاستماع الى مطالبهم وحاجاتهم وخدمتهم، وسأكون موجودة معهم وانا جزء منهم وساكون صوتهم في البرلمان المحلي. واطلب من الله ان يوفقني الى ذلك».
وعبّر بريجيت عن افتخارها بالجالية اللبنانية وانجازاتها وتوجه اليها التحية كما تحيّي استراليا في يومها الوطني.
بطاقة شخصية
وُلدت بريجيت صقر في آشفيلد وتعلمت في مدرسة بيت لحم فيها وحازت على إجازة من جامعة سيدني في الاقتصاد والعلوم المصرفية.
سكنت في عدة مناطق: فايف دوك، هيرستفيل، سيلفانيا، سان سوزي، بلفيوهيل وفي أذار 2018 انتقلت الى ستراثفيلد.
زاولت عملها اولاً في مصرف الكومنولث لمدة 3 سنوات، ثم في شركة التأمين (جينوورث ) لفترة 23 سنة في قسم التسويق والمبيعات، وكانت من خلال عملها تساعد الكثيرين على شراء المنزل الاول وكانت مسؤولة عن 50 موظفاً.
سنة 2017 بدأت عملها الخاص وراحت تساعد عبر مؤسستها الذين لا يملكون 20% من الرعبون لأن مبلغ 5% يكفي.
في اول نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 وقبل اتصال مكتب بيروتيت بها بيوم واحد باعت عملها. أسست بريجيت مجموعة «هارت فيلت» التي يلتقي المشاركون فيها عبر تقنية زووم كل مساء إثنين لتبادل الحديث والصلاة لراحة الذين خسرهم احد المشاركين، ويتنامى عدد المشاركين ويزداد والذين يلتقون اسبوعياً 30 شخصاً.
كما ان الاستاذ أنطوني كليري وضع هذه التقنية على موقع اتحاد المدارس الكاثوليكية.