بقلم هاني الترك OAM

أصيب عددٌ كبير من الاستراليين اوميكرون هنا في استراليا.. الذي داهم العالم بغته.. ولكنه اقل خطورة من دلتا.. ولكن ما يخشى ان يتغير ويولد تحورات اخرى أكثر خطورة.. إذا انه تحور حتى الان الى خمس سلالات.. و يبدو ان الفايروس اوميكرون الذي يتكاثر في رئة الانسان سوف يبقى مع البشرية عدة سنوات.. قبل ان يموت ويختفي.

ورغم تفشي الفايروس فإن الاقتصاد الأسترالي أفضل حالاً من معظم دول العالم المتقدم.. ورغم العجز المالي في الموازنة.. ان المشكلة هي بلوغ الديون الحكومية العامة ترليون دولار.. وسوف تتحمل الأجيال المقبلة عبءٌ تسديدها.. وخصوصاً عندما يرتفع معدل الفائدة.

من المعلوم ان مؤتمر التغير المناخي الذي عقد في غلاسكو عاصمة اسكتلندا قد أوصى بتخفيض الانبعاث الحراري.. الا ان طلب الصين والهند على الفحم الحجري الأسترالي قد ازداد.. مما أدى الى ارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية.. وخصوصاً ان الفحم الأسترالي من انقى أنواع الفحم في العالم.. وأستراليا تستفيد من هذه الزيادة في الأسعار.

خلال السنوات المقبلة سوف يزداد في العالم استعمال الطاقة الكهربائية في السيارات بدلاً من البترول.. وبطاريات شحن الكهرباء للسيارات يتطلب استعمال المعدن المسمى ليثيوم.. ومعظم احتياط العام من هذا المعدن موجود في التربة الأسترالية.. لذلك سوف تتهافت الدول على شرائه من استراليا.. ولكن المشكلة انه لا توجد سوى محطات قليلة تشحن السيارات الكهربائية في استراليا.

من اجل عدم تلويث البيئة بالكاربون.. فلا بديل لأستراليا عن استعمال اليورانيوم كمصدر للطاقة.. غير ملوثة للبيئة.. وفي تربة استراليا يكمن ثلثا احتياط العالم من اليورانيوم.. ومع اختفاء الفحم كمصدر للطاقة الملوثة للبيئة في المستقبل.. فان الطلب على اليورانيوم الأسترالي سوف يزداد.

ان استراليا تصدر اليورانيوم ولا تستعمله كمصدر للطاقة فيها.. ولا تستعمله كمصدر للأسلحة النووية.. ولكن هناك حاجة ضرورية لتسليح الجيش الأسترالي بالسلاح النووي.

اما فيما يتعلق بالعلاقة بين استراليا والصين.. فمن المعلوم انها تدهورت.. حتى انها بمثابة الحرب الباردة بين الدولتين.. ان الخوف وكل الخوف ان تغزو الصين تايوان خلال السنوات القليلة المقبلة.. مما يدفع الولايات المتحدة للتدخل بالدفاع عن تايوان.. ولا مناصه من انضمام استراليا الى المعسكر الغربي ضد الصين في حرب عالمية ثالثة.. ولكن سوف تكون بالأسلحة التقليدية.. وإذا شعرت أي دولة بانها قد تهزم فربما تلجأ لاستعمال السلاح النووي.

وإذا اندلعت حرب عالمية ثالثة سوف تغزو الصين استراليا.. لان لها مطامع في استراليا.. بصفتها أراضي شاسعة وتعداد سكانها قليل.. وفي تربتها تكمن الموارد الطبيعية.

والواقع ان الدولة التي تتمتع بالتفوق الالكتروني هي التي سوف تنتصر في الحرب.. وحتى الان الولايات المتحدة متفوقة على الصين في هذا المجال.

وبالنسبة لسوق العقارات ازدادت أسعارها بمعدل (٢٥٪) عن السنة الماضية فقد بلغ أسعار المنازل ١٠ اضعاف قيمة متوسط المرتبات.. حتى انه أصبح من المستحيل ان يشتري شخص منزلاً لان دخله غير كافٍ.. وهناك تكهنات بان بنك الاحتياط قد يرفع من معدل الفائدة الرسمي خلال العام الحالي. اذ ان معدل التضخم المالي قد بلغ (٣٪).

اما بالنسبة للانتخابات فعلى الأرجح ان تقام في شهر مايو أيار المقبل.. وتتوقع استطلاعات الرأي فوز العمال على حكومة الائتلاف.. ويحظى العمال بنسبة (٣٨٪) من الأصوات الأولية.. اما حكومة الائتلاف فقد حظيت ٣٦٪ من الأصوات الأولية.. وبعد حساب الأصوات التفضيلية حظي العمال بـ (٥٣٪) والائتلاف بـ (٤٧٪).. من المعروف ان الحزب الذي يتقدم بالأصوات الأولية هو الذي له الحظ الاوفر بالفوز.

وحزب استراليا متحدة قرر وضع أسماء مرشحي حزب العمال والائتلاف على أدنى قائمة الاقتراع.. مما سوف يؤدي الى هزيمة الائتلاف.. فكان رئيس الحزب غريغ كيلي قد انشق عن حزب الاحرار وترأس حزب استراليا متحدة الذي اسسه الملياردير بالمر.. وكان حزب استراليا متحدة قد وضع في الانتخابات الماضية مرشحي حزب العمال في أدنى قائمة الاقتراع مما أدى الى هزيمة العمال.

فقد أنفق بالمر في الانتخابات الماضية ٨٣ مليون دولار في الدعاية ضد حزب العمال مما أسهم في هزيمة العمال برئاسة بيل شورتن.

على أي حال تعتبر استراليا من الدول المتقدمة اقتصادياً.. ويعتبر اقتصادها من اقوى دول العالم.. وهي مستقرة سياسياً.. اذ تتبع نظاماً ديمقراطياً.. وقيمها هي الحرية.. سواء حرية المعتقد الديني أوالفكر.. وحرية الاعلام.. فإنها من أفضل دول العالم للعيش فيها.. ومستقبلها مشرق.