أنطوان القزي
لو ذهب إلى ساحة النجمة وتظاهر أمام البرلمان في بيروت، لكانوا فقأوا عينيه أو شجّوا رأسه؟ ولو توجّه الى جسر الرينغ، لكانوا أوسعوه ضرباً بالعصي. لكن جوع أطفاله دفعه مباشرة إلى داخل المصرف، وأمام الجوع، « ما في يا امي ارحميني»
إنه المواطن اللبناني عبدالله الساعي ( الصورة) الذي غادر بلدته البقاعية كفريّا قاصداً فرع بنك بيروت والبلاد العربية في جب جنين ، يريد الحصول على جنى عمره المسروق أو المحتجز داخل المصرف ليكفي عائلته ويطعم أولاده
فاحتجز عدداً من موظفي المصرف ، و«احتجز عشرات الموظفين والزبائن على خلفية رفض المصرف تسليمه مبلغاً من حسابه، قبل أن يفرج عن الرهائن ويسلم نفسه للقوى الأمنية، بعد تسلمه مبلغاً مالياً سلمه لأحد أفراد عائلته
وبعد التفاوض مع القوى الأمنية وإدارة البنك، استطاع الحصول على وديعته المحتجزة في البنك والبالغ قيمتها 50 ألف دولار أميركي حيث سلمها لأحد افراد عائلته من ثم سلم نفسه للقوى الأمنية»
إن المواطن «ع.س» لم يقم بأية بلطجة ولم يقتحم مدرسة أو سوبر ماركت، بل ذهب يستعيد حقاً له في أدراج المصارف
وطالب المودع «بسحب مبلغ خمسين ألف دولار من حسابه، وحين رُفض طلبه رفع سلاحاً حربياً وقنبلة بوجه الموظفين، وصبّ كذلك مادة البنزين في أرجاء المصرف مهدداً بحرقه وتفجيره في حال لم يتم التجاوب لطلبه»
ولكنني لم أفهم تعليق مدير الفرع بعد العملية الذي قال «الرجل معه حق هذه أمواله، لكننا لسنا في شريعة غاب»؟!
.. رحتُ أقلِّب هذه العبارة في رأسي ،لكنني الى الآن ما فهمتها
والنهاية المضحكة والمبكية في آن واحد هي أن النائب العام الاستئنافي في البقاع أصدر ، وفقاً لأحكام القانون، إشارة بضبط المبلغ الذي تمّ الاستحصال عليه تحت التهديد، من فرع البنك المذكور، وذلك لحين البت في مسألة تسليم المضبوطات !!؟
بصراحة، المطلوب شريعة غاب تحرّر أموال الناس من أفواه الحيتان وتشفي جوع الأطفال
والمطلوب جيمس بوند ليس في جب جنّين وحسب، بل في كلّ لبنان و أمام كل مصرف وكلّ وزارة وكل دائرة؟
عندئذ تجري الرياح كما تشتهي سفن اللبنانيين؟