بقلم هاني الترك
By Hani Elturk OAM
احتدمت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وأستراليا من جهة والصين من جهة ثانية.. وبلغت درجة التهديد استخدام القوة العسكرية في المستقبل القريب.. وربما يكون قريبا ً بعدة سنوات.. وفي استطلاع للراي وجد ان الحرب مع الصين قد تندلع بين ثلاث سنوات وخمس سنوات.. وذلك إثر اعلان الصين انها تريد استعادة تايوان الى اراضيها بالقوة.
تجدر الإشارة إلى ان هدف الصين هي ان تصبح القوة العظمى المسيطرة على العالم.. وحالياً ان القوة المسيطرة العظمى هي الولايات المتحدة.. فقد تعاظم الاقتصاد الصيني.. وكذلك صراعها التقليدي والنووي وحتى الالكتروني.
والمشكلة المحورية لاحتمال نشوب الحرب ان تايوان كانت جزءاً من الصين وتسمى برمودا.. ولكن لما قام الزعيم التاريخي للصين “ماو تسي تونغ” بالثورة الثقافية للصين فر الصينيون المناصرون للديمقراطية الى تايوان وانفصلت عن الصين وهي لا تريد الان العودة الى الصين.
والسؤال هنا هل يحق لأستراليا الدفاع عن تايوان؟
ان الولايات المتحدة مصرة على الدفاع عن تايوان.. وأستراليا موقعة مع الولايات المتحدة ونيوزيلندا على معاهدة دفاع مشترك.. ولذلك إذا اندلعت الحرب بين الولايات المتحدة والصين سوف تشارك استراليا بالحرب.
ومن ناحية أخرى يجب الإشارة الى انه إذا شنت الحرب بين الولايات المتحدة والصين فان الصين سوف تهاجم استراليا.. لان لها أطماعاً
في استراليا.. فان استراليا تتمتع بموارد طبيعية كبيرة.. واراضيها شاسعة.. وعدد سكانها قليل.. في حين ان الصين لديها أكبر عدد من السكان في العالم.. ومواردها الطبيعية شحيحة.
والنظام السياسي في الصين دكتاتوري وقامع للحريات المدنية.. إذ يحكم الصين الحزب الشيوعي الصيني برئاسة الدكتاتور “شي جين بينغ”.. وهو يترأس الحكم مدى الحياة.
وإذا اندلعت الحرب سوف تنضم الى الولايات المتحدة اليابان والهند ونيوزيلندا والمملكة المتحدة بحكم الاتفاقيات العسكرية مع الولايات المتحدة.
وإذا اندلعت الحرب سوف تستخدم فيها الأسلحة التقليدية.. وربما النووية.. ولكن العامل الحاسم فيها سيكون السلاح الالكتروني.. والدولة التي تتمتع بالتقدم الالكتروني يمكنها تعطيل القوة العسكرية سواء التقليدية او حتى النووية لتفوز بالحرب.
وحتى الان فان الولايات المتحدة هي المتقدمة في التكنولوجيا الالكترونية.. فان الصين قد طورت من إمكاناتها الالكترونية بشكل كبير.
لذلك أعلن رئيس الوزراء “سكوت موريسون” عن تطوير كومبيوتر كمي هائل الحسابات لحماية المرافق الأساسية في استراليا.. مثل شبكة الكهرباء والموارد المالية والمستشفيات والبنى التحتية الأخرى الهامة.. والكومبيوتر الكمي يحل رموز وشفرات ومصطلحات الرسائل السرية الخاصة التي تستخدم في الكومبيوترات القاطع العام والخاص.. من اجل صد أي هجوم الكتروني.
في ذات الوقت فان استراليا تتشارك مع دول أخرى مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان والهند من اجل الحصول على المعدات الإلكترونية الدفاعية.. من اجل تعزيز قدرة الجيش الدفاع الأسترالي في صده الهجمات الالكترونية.
وفي الواقع ان استراليا تقود العالم في أبحاث الكومبيوتر الكمي.. اذ تجرى الأبحاث في ثلاث جامعات لتطوير الكومبيوتر الكمي الهائل الحسابات.. ومتوقع ان ينتهي البحث خلال سنوات قليلة.
وإذا اندلعت الحرب ستكون بمثابة الحرب العالمية الثالثة وينجم عنها الخراب والدمار وزهق الأرواح.. ان تكون استراليا طرفاً فيها.. اذ ان الصين تستورد حالياً من استراليا الموارد الأولية مثل الفحم والحديد الصلب.. فتعتبر الصين الشريك الاقتصادي الأول مع استراليا.
ونأمل ان لا تتهور الصين وتشن الحرب على تايوان.. وتقع الكارثة الكبرى.. ونأمل ايضاً ان يستيقظ الشعب الصيني وينقلب على دكتاتورية الحزب الشيوعي.. وخصوصاً الطبقة الوسطى في الصين التي انتعشت اقتصادياً.. وتريد ان يكون الحكم في الصين ديمقراطياً.. وتنعم بالحرية والقيم الغربية.. وتلجأ الصين الى المفاوضات فيما يتعلق بمشكلة تايوان.. فان تايوان هي بلد حر الآن وتقع مع الصين في منطقة اسيا الباسيفيك.. وأستراليا يهمها السلام في منطقة اسيا الباسيفيك التي تقع فيها.. لهذا نأمل ان تحل الازمة بالطرق السلمية.. وينعم العالم بالسلام.