أنطوان القزي

تصدّرت زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، لدمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد (الصورة) الأسبوع الماضي، عناوين الصحف العربية لم يقرأ بطل الممانعة العربية بشار الأسد في 13 أكتوبر/ تشرين الأول حين كشف وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، عن أن نظيره الإسرائيلي، يائير لابيد، دعاه إلى زيارة تل أبيب، وأنه يعتزم تلبية الدعوة قريبا.

وهل قرأ الأسد أن حجم التبادل التجاري بين اسرائيل والإمارات بلغ نحو 700 مليون دولار.

وهل قرأ أن ربع مليون إسرائيلي زاروا الإمارات منذ التطبيع بين الجانبين .

جاء ذلك  خلال لقاء جرى السبت، جمع وزير الدولة لريادة الأعمال رئيس مجلس الإمارات للسياحة أحمد الفلاسي، مع وزير السياحة الإسرائيلي يوئيل رازفوزوف، على هامش افتتاح الجناح الإسرائيلي في معرض “إكسبو 2020 دبي”..

وهل قرأ الأسد الممانع أن الوزيرين اتفقا وفق “وام”، على “خطوات عملية مشتركة لدعم التبادل السياحي، وزيادة الخطوط الجوية المباشرة بين مدن البلدين بهدف دعم النمو الاقتصادي للجانبين في المجالات كافة، مع التركيز على قطاع السياحة”.

وهل قرأ الأسد هذه الأسبوع أن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أعلن في دبي منذ أيام عن سعي بلاده لتوقيع مزيد من الاتفاقيات الاقتصادية، وذلك بعد افتتاحه قنصلية في الإمارة الخليجية الثرية التي تبحث عن شركاء تجاريين جدد، وكان دشن الثلاثاء في أبوظبي أول سفارة إسرائيلية في الخليج.

هل قرأ الأسد أن الإمارات استقبلت بحفاوة بالغة، وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف على رأس وفد رياضي قادم من تل أبيب، للمشاركة في بطولة أبو ظبي للجودو (غراندسلام)؟.

وهل علم ان ريغيف، من صقور حزب الليكود اليميني، وشغلت سابقا منصب الناطقة بلسان الجيش الاسرائيلي. كما توجهت للنائبة العربيّة بالكنيست حنين زعبي -من على المنصة- بكلمات نابية وبذيئة.

ومن استفزازاتها أنها ارتدت سنى 2018  في مهرجان كان السينمائي فستانا عليه صورة قبة الصخرة، والأهم من كل ذلك أنها هاجمت الإمارات، وكل هذا لم يمنع الإماراتيين من استضافتها؟.

وهل سأل المطبّعون الخليجيون الرئيس السوري”لماذا لا يعيد مواطنيه اللاجئين من لبنان”، بعدما كان شرطه التفاوض مع الدولة اللبنانية لحل قضيتهم.. تكررت زيارات وزراء لبنانيين الى دمشق وآخرهم وفد برئاسة نائبة رئيس الحكومة السابقة زينة عكر التي لم تعد من الشام بأكثر من دزّينتَي برازق؟!

جرعات تطبيع الدول الخليجية باتجاه سوريا ليست أكثر من تخفيف وطأة تطبيعها مع إسرائيل، وإلّا كيف استجدّ غرامهم المفاجئ للأسد الذي كان إعلامهم حتى الأمس القريب يسمّيه جزّار براميل البارود ؟!

بالمختصر، من يفتح سفارة لإسرائيل في بلاده في الوقت الذي سمحت فيه الدولة العبرية ببناء 300 وحدة استيطانية جديدة ليس غريباً عليه أن يطبّع مع الأسد في وقت يعاني فيه سوريون من البرد والصقيع والجوع على حدود بيلاروسيا وبولندا.

وهل يعرف الاسد أن صديق صديقك هو صديقك؟!.