عرفت أستراليا الهجرة إلى أراضيها في القرن الثامن عشر، عندما توجهت 11 سفينة على متنها 775 متهما و645 مسؤولاً قدموا من بريطانيا بعدما وضعتها الأخيرة كمستعمرة عقابية، فيما تضاعف ذلك الرقم بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية، إذ قدم 7 ملايين إنسان إلى أستراليا وتحديداً أواخر السبعينيات من القرن الماضي.
ويبلغ تعداد سكان أستراليا اليوم 26 مليوناً، ولد 30% منهم خارجها، أي ما يعادل أكثر من 8 ملايين نسمة، يتقدمهم الإنكليز الذين يبلغ تعدادهم مليون نسمة ولدوا خارج أستراليا ويحملون جنسيتها اليوم.
وانعكست الهجرة إلى أستراليا على منتخبها الوطني، إذ ضمت قائمته التي واجهت السعودية يوم الخميس 13 لاعباً هاجروا من بلدان مختلفة ويرتدون قميص “سوكيروز” في تصفيات كأس العالم الحالية.
ومن أبرز الجنسيات التي هاجرت إلى أستراليا هي اللبنانية، إذ بدأت هجرة اللبنانين إلى القارة الواقعة جنوب الكرة الأرضية أواخر القرن التاسع عشر، وزادت بشكل ملحوظ في السبعينيات الميلادية وتحديداً في فترة الحرب الأهلية، إذ يقدر عدد الأستراليين من أصول لبنانية 330 ألفاً، أحدهم المهاجم أندرو نبوت ابن ميلاد بطل كمال الأجسام في لبنان خلال فترة السبعينيات قبل الهجرة إلى أستراليا.
يتمسك أندرو بلهجته اللبنانية ويعبّر دوماً عن حبه لطبق “الكبة النية”، ويعتز بأصوله اللبنانية رغم أنه رفض أكثر من طلب من قبل اتحاد كرة القدم اللبناني لارتداء قميصه في تصفيات كأس العالم الأخيرة وكأس آسيا 2019، وارتدى قميص المنتخب الأسترالي في مونديال روسيا ليكون أول أسترالي من أصول لبنانية يشارك في كأس العالم بقميص “سوكيروز”.
ومن الشرق الأوسط كذلك تنحدر أصول الجناح أوير ميبل والذي تضاربت الروايات حول مكان ميلاده، فبعضها تشير إلى أنه ولد في جنوب السودان قبل الانفصال عن السودان، والبعض الآخر يشير إلى مخيم كاكوما للاجئين شمال غربي كينيا، لكن الأكيد أن والديه سودانيان جنوبيان هربا من الحرب الأهلية، وتشير بعض المصادر إلى أنه لا يملك شهادة ميلاد، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم منحه استثناء لتمثيل أستراليا بعد ذلك وأعفاه من قواعد الأهلية.
وعرف أوير كرة القدم في مخيم اللاجئين، معتبراً كرة القدم المتنفس الوحيد له في صغره، قبل أن ينتقل إلى أستراليا عام 2006 مع أسرته، وبعد 8 أعوام من ذلك التاريخ سمح له “فيفا” باللعب مع منتخب أستراليا بعد محاولات استمرت لعام من أجل حصوله على شهادة ميلاد وإعفاء من قواعد الأهلية.
واشتعلت الحروب في منطقة البلقان عقب سقوط الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات الميلادية، وأحد الذين هربوا من جحيم الحرب هو ميلوش ديجينك لاعب الهلال السعودي السابق، إذ ولد في مدينة كينين الكرواتية والتي كانت حينها عاصمة غير معترف بها لجمهورية كرايينا الصربية، ما دفع عدداً من الكروات الصرب إلى الهرب الى بلغراد عاصمة صربيا منتصف التسعينيات حيث عاشوا كلاجئين وفي مطلع القرن الحالي هاجرت عائلته إلى سيدني الأسترالية.
وبدا ديجينك حياته الرياضية كلاعب في فئات منتخبي أستراليا وصربيا الموسمية، لكنه اختار في العام 2016 تمثيل أستراليا.
ولم يقرأ الظهير الأيمن فران كراكيتش أو يعرف عن أستراليا أي شيء قبل أن يمثل منتخبها، إذ يعترف بأنه لا يتحدث اللغة الإنكليزية جيداً، ولا يحفظ النشيد الوطني الأسترالي، إذ ولد ونشأ في كرواتيا حتى مطلع 2018، وحينها تلقى مكالمة من مساعد مدرب منتخب أستراليا لأنه يحمل جواز السفر الأسترالي، كون والده ولد هناك وعاد إلى كرواتيا.
وولد المهاجم نيكيتا روكافيتسيا في ميكولايف الأوكرانية قبل سقوط الاتحاد السوفيتي، وعندما بلغ من العمر 14 عاماً، هاجر مع عائلته إلى أستراليا، ورغم أنه كان مؤهلاً لتمثيل منتخب أوكرانيا إلا أنه اختار “سوكيروز”.
وولد صانع الألعاب دينيس جنيرو في باريس عاصمة فرنسا لأبوين فرنسين قررا بعد ذلك الهجرة إلى أستراليا، وفي 7 يونيو حزيران الماضي أصبح اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً لاعباً أستراليا، أما زميله جيمس جيغو فولد في العاصمة النمساوية فيينا، وانتقل بعد ذلك إلى أستراليا وهو طفل.