ميخائيل حداد
سدني استراليا
تعتبر الشائعة من ادوات الهدم في المجتمعات لسرعة انتشارها وقوة تأثيرها على البسطاء دون التأكد من حقيقتها ، ويطلق الاشاعة عادةً جهات عدة قد تكون دولاً او مؤسسات رسمية داخلية او خارجية للتأثير على متلقينها ، وقد يكونوا افراداً اصحاب نفوذ في المجتمعات للوصول لاهداف واغراض خبيثة مبطنة لخلط الحقائق بأباطيل وتؤدي الى تشويش المجتمعات وابقائها في حالة عدم استقرار يؤدي لعدم ازدهارها وتقدمها والنيل منها ومواطنيها ، وهناك فوارق بين الإشاعة والشائعة في تأثيرهما على المتلقين ، فالاولى تضخم من حجم اي خبر صغير مغرض وتجعل من الحبة قبة ، فيما الشائعة ليست اكثر من جملة اخبار كاذبة ومغرضة لا تلبث ان تلقى رفضها لمجرد وصولها وسماعها عند اصحاب العقول والمفكرين ، فيما تعشعش بأدمغة البسطاء والجهلة المغرر بهم .
الإشاعة والشائعة سلاحان فتاكان يجري استعمالهما لمواجهات مختلفة بين الدول لتصفية حسابات ، على مواقف سياسية او اقثصادية او تدمير صناعات تنافسية فيما بينها ، واحياناً اخرى تطلقه الدولة بين مواطنيها من خلال مؤسساتها الامنية لإلهائهم واشغالهم عن امورٍ تكون بصدد تمرير سياسات وقرارات لا تريد لمواطنيها معرفتها والامثلة كثيرة في الشرق الاوسط ..؟، كما اطلاق ( المدمرتين ) حينما يتم بين الكبار من اصحاب القرار لتدمير احدهما للاخر بنشر الفضائح والجوارح على حبال العلن ، لتكون الغلبة لاحد من اصحاب النفوذ في المجتمع لقتل غريمه اجتماعياً ومعنوياً ومادياً وعلى بساطٍ احمدي …!،
والخطر الاكبر حالياً من الشائعة والإشاعة وتداولهما على وسائل التواصل الاجتماعي بكل مكوناته ، لكسب اراء الناس وتوجيههم الى الاهداف المبطنة والتي تطلق من اجلهما هاتين ( الجائحتين الفتاكتين ) وتثار بهما القلاقل وعدم الاستقرار في المجتمعات دليل على قوة نتائجهما…!!، وما تعيشه الدول العربية في الظروف الراهنة من شائعات وإشاعات مغرضة لها مصانعها وبرامج انتاجها المخابراتيه ، تسير في البلاد والعباد الى التصادم والتفاقم ولسوف تؤدي الى الحروب والخراب وسفك الدماء ، وما شهدناه في العراق سابقاً من اكذوبة امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل وادت الى تدميره ومعاناته لغاية الان ..!، والاكذوبة الكبرى للفارض نفسه خليفة للمسلمين وما فعله ويفعله بسوريا السلجوقي اردوغان …؟!.، والشائعات والإشاعات وما يحصل هذه الايام في بلد الجمال لبنان …، وتؤكده قوة الشائعة وتأثيرها على المجتمعات البسيطة جميع الدراسات والابحاث الفلسفية من علماء الاختصاص بهذا السياق ، هي حقيقة فاعلة وقوة الافتين لا يمكن التغاضي عنهما بغض البصر ومرور الكرام ، ما لم تتصدَّ بعض الدول المريضة بوباء الشائعات والإشاعات لتعدد مكونات مجتمعها ….؟!، بان تتصدى بكافة اجهزتها المختلفة التعليمية والارشادية والامنية لكبح جماح هذا الوباء المستفحل والمنتشر كالنار بالهشيم ، وإلا المتوقع هو ان يخلط الحابل بالنابل مع الملح والتوابل …؟؟!!.