رغدة السمّان سدني
حصد الكوفيد ما حصدته آلاف الأوبئة وما زال الإنسان يرزح تحت خط القبح،لا حدود لأمراضنا النفسية وصفاتنا منها المكتسبة ومنها الموروثة…
شخصيات إيجابية وأخرى سلبية تبدو لك واضحة في كثير من المواقف او مجرد النظر إليها.
أكثر من خمسين نوعاً صنّف الفلاسفة وعلماء النفس شخصيات البشر ، لكن أكثرهم حضوراً بيننا في زمن الحرب والوباء الشخصية: النرجسية،السيكوباتية،القهرية،الاضطهادية،
الإكتئابية…..
سألخص في شخصية واحدة وهي الأشّد فتكاً لمن يقع في دائرته وتجتمع فيها كل الموبقات وهي الشخصية النرجسية التي كتب عنها فرويد والتي تتمثل بأسطورة اغريقية لصياد اسمه نرسيس اشتهر بجماله وكان مغروراً وفخوراً بنفسه لدرجة تجاهله وإعراضه عن كل من يحبه …ذهب إلى بحيرة حيث رأى انعكاس صورته فيها ووقع في حبها دون أن يدرك بأنها مجرد صورة ، لدرجة عجز فيها عن تركها ولم يعد يرغب بالعيش وبقي يحدق بصورته إلى أن مات.
المعنى السيكولوجي: نمط من انماط البشر الذين يعيشون بيننا…ينسون من حولهم لشدة غرورهم وتركيزهم على ذاتهم الأدنى
والخلل في الحفاظ على علاقات طبيعية مع الآخر، غير مستعدين لفهم مشاعر واحاسيس غيرهم ،أنانية مطلقة، اطلاق ردود قاسية إذا تعرضوا لكلمة تثار فيهم الحساسية المفرطة لانانيتهم وتظهر عجرفتهم والاختناق من النقد والتجاهل لا يريدون سماع إلاّ المديح والإعجاب ….
هم يبحثون دوما عن المثالية في آبائهم أو بدائل آبائهم من حيث المركز والعطاء .
هذه العبرة من موت نرسيس هي رمزية الفناء، فزهرة النرجس تنمو في الصباح وتذبل ليلاً…انها رمز للإنسان الذي مصيره الذبول والموت…..
لا أريد ان يدخل الاحباط إليكم من دخل إلى حياته مثل هذه الشخصية إعلم أنها نعمة إلهية، وتأكد ان ما من شخص يدخل حياتك إلا لسبب ورسالة .
في داخلك في حقول عميقة لا تشعر بها لتتحرر وترتقي … لا تتذمر ماعليك سوى التنفس بعمق واطلق العنان لطاقتك كل صباح وارسل ترددات حب ،دع بيتك مغموراً بالحب عطّر أجواء غرفتك ولاتبحث عن من يحبك كن أنت الحب يفتح الله لك أبواباً…..
من سبب لك الأذى النفسي لا توجه له أي مشاعر سلبية ابتعد وارسل له كل الحب وتقبل الظروف الصعبة وتجاوزها باحتضانك لها وهكذا تبقى متصلا بالمصدر بكنزك الحقيقي داخلك فأنت أيها الإنسان مكون من ثلاث أجزاء : جسد، نفس، روح وحدة متكاملة أحادية المنشأ تتفاعل بذرات وطاقة يغذيها القلب الذي يضخ للعقل…فكلما اتسع وعيك اتسع عطاؤك
“العقل السليم في الجسم السليم”.
“احسنوا استقبال الود والحب فالصديق المحب كنز ثمين في زمن التباعد”