أنطوان القزي
بدأ كثيرون ممّا يظنّون أنفسهم من أصحاب العقول الراجحة نغمة التهكّم حول هوية لبنان، لست أدري ما المقصود من العودة مجدّداً الى هذه المعزوفة وما الغاية منها اليوم، كأن يتحدثوا بسخرية عن لبنان الفينيقي ولبنان الكنعاني في عملية (غمز وتلطيش) للمسيحيين بعبارات مضى عليها الزمن وأكل عليها الدهر وشرب، وفي الأسبوعين الأخيرين تكررت هذه (اللطشات) ، علماً أن المسيحيين وضعوا نقطة على السطر حول هذا الموضوع وسحبوه من سوق التداول، ووقّعوا في الطائف على عروبة لبنان، لكن يبدو أن البعض له مصلحة اليوم في نكء هذا الجرح الذي سبّب جولات من الحرب وآلاف الشهداء، ولن ندخل في جدلية هذا التوقيت الخبيث، بل نحيل هؤلاء الى التقدم العلمي، إذا كانوا يعترفون بالعلم، كي يجروا فحص (دي أن آي) ليعرفوا من هو والد الصبي ويريحونا؟!,
قرأتُ في حزيران الماضي أنّ قاضياً في إحدى محاكم مدينة (الرمثا) شمال الأردن استعان بالطب الشرعي في جامعة العلوم والتكنولوجيا لإجراء فحص الحمض النووي
على جنين لامرأة سورية تزوجت 4 رجال في فترة واحدة، واستطاعت أن تخفي حقيقتها لأشهر عن أزواجها الأربعة، إلى أن اكتشف الأمر بمحض الصدفة، وعجزت السيدة عن تحديد والد الجنين في رحمها، لهذا استعان القاضي بفحص الحمض النووي، وحددوا الأب، الذي وافق واعترف بأبوته غير أن جميع الرجال الأربعة ابتعدوا عنها نهائياً.
وهي تختلف عن الفنانة السورية، التي تزوجت على سنة الله ورسوله بأربعة رجال؛ الأول من الإمارات وخلفت منه ولداً، وبعد طلاقها تزوجت بلبناني وخلفت بنتاً، وبعد طلاقها تزوجت سعودياً وخلفت منه بنتاً أيضاً، وبعد طلاقها الثالث تزوجت عراقياً وهي الآن حامل (بتوأم)، ولا أدري بأي شهر هي.
وشاهدت صورتها مع أطفالها في (واتساب) بعث به لي أحد الأصدقاء، وكتب تحته: هذه السيدة استطاعت بمفردها أن تحقق ما لم تستطع جامعة الدول العربية أن تحققه في توحيد دولها”.
ألا ترون أن لبنان يشبه هذه المرأة، والفرق في لبنان أن والد الصبي هو القوي وليس مَن تقرره نتيجة ال (دي أن آي).