بقلم هاني الترك
قد يفاجأ البعض إذا قلت أن أستراليا متعددة الحضارات منذ استيطانها كمنفى للمساجين البريطانيين بتاريخ 26 يناير كانون الثاني عام 1788.. وكان بينهم سجناء من جنسيات غير بريطانية إنما كانوا رعايا بريطانيين.. إلى جانب الوجود الأبورجيني للسكان الأصليين قبل الاستيطان في ذلك اليوم التاريخي.
لأول مرة يُكشف أنه بين سجناء في الأسطول الأول المؤلف من 11 سفينة والذي رسي على سيدني كوف كان من هناك عشرة أفارقة سود.
فقد نُشر مؤخراً كتاب يحمل عنوان السجناء السود للمؤرخة الاسترالية سانتيلا شيناغيت.. ويعرض حالياً على شاشة إس بي إس في برنامج عنوانه جذورنا الأفريقية.. سيغير من تاريخ أستراليا.. فكان ضمن السجناء في الأسطول الأول عشرة سجناء من أصل إفريقي مما أدى إلى إحداث التغيير في أستراليا الحديثة.. إذ لعبوا دوراً كبيراً في تاريخها فقد شارك احفادهم مثلاً في فريق الكريكيت.. وفي نشاطات أخرى.. وفي مقدمتهم جون قيصر أولين من لندن الذي شُحن إلى أستراليا لسرقته 12 جنيهاً ووصل في الأسطول الأول وبقي خارجاً عن القانون في نيو ساوث ويلز وتحول إلى قاطع طرق.. ولكن قبض عليه وجلد بالسياط.
وهناك سجين أسود آخر حارب أحفاده في غاليبولي وآخر شارك في تمرد العمال يوريكا.. وتمت محاكمته بالخيانة العظمى.
وهناك حفيدة من أصل أفريقي كانت أول امرأة تصوت بالانتخابات في أستراليا.
وبينما لا يرحب الاستراليون بالأفارقة الجدد إلا أنهم كانوا ضمن اللبنة الأولى في تأسيس أستراليا.
هناك السجين جون راندل كان عمره 22 عاماً حينما شُحن بالأسطول الأول عام 1788 كان عبداً أفريقياً حارب مع البريطانيين في حرب الاستقلال الأميركية.. وتم شحنه بعد ذلك إلى نيو ساوث ويلز.. وتزوج امرأة أيرلندية اسمها ماري باتلر.
حيث كان ضمن السجناء الذين وصلوا لأستراليا في الأسطول الأول، وبذلك تكون أول عائلة متعددة الحضارات.. وأول عائلة كبرى وبلغ أحفادهم اليوم الآلاف.
والزائر لنورث سيدني ربما عرف عن شارع بلو بوينت الذي يرجع اسمه إلى السجين وليم بلو.. وكان بلو عبداً أفريقياً ولكن شحن إلى نيو ساوث ويلز لسرقته علبة من السكر.. وأصبح سائقاً لمركب حيث حصل على رخصة قيادة للمركب وقد اصطحبه الحاكم ماكواري على المركب من سيدني كوف إلى نورث سيدني ومنحه الحاكم ماكواري 80 فدانا على المنطقة التي تسمى الآن بلو بوينت.
وإثر تمرد يوريكا عام 1854 قبض على جون جوزيف والذي بالأصل هو من نيو ساوث ويلز ألقي القبض عليه مع 12 متمرداً اقتيدوا إلى ملبورن وتمت محاكمتهم في ثورية يوريكا.. ومع أن ثورة يوريكا تدرس في المدارس الأسترالية إلا أنه لأول مرة يكشف التاريخ أنه من ضمن المتمردين كان عبداً اسود اللون.
فإن الكثير من الأستراليين لا يعرفون أن أسلافهم من أصل أفريقي.. وهذا البرنامج التلفزيوني في اس بي اس يكشف الحقيقة لأول مرة.