بعد عام ونصف العام من الابتعاد قسراً عن عالمها، وعن مسرحها الذي اعتادت أن تفجّر منه ينبوع فنّها الراقي، اعتلت الفنانة هبة طوجي مسرح “مرايا” ضمن “لحظات العلا” في المملكة العربية السعودية، حيث صدح صوتها سعادة وغصّة في الآن. السعادة تكمن في الانتصار التدريجي على جائحة فيروس كورونا، التي شلّت حركتها الفنية كما العالم بأسره، لتعود هذه المرّة أمام معلم من أهمّ المعالم التاريخيّة، فيما حضر شعور موازٍ، تمثّل بالحزن على وطنها لبنان بعد المسرحيّات السخيفة التي يُغرقه فيها حكّام العار من دون توقّف أو رحمة.
ففي الليلة المعتمة التي كان يدفع فيها الشّعب اللبناني ثمن تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، ويشهد على العزل الخليجيّ له، جسّدت هبة طوجي من أرض العلا الصورة الحقيقية لهذا الوطن المخطوف، وقدّمت أمام الجمهور الغفير باقة من أجمل أغانيها، لا سيّما الوطنية منها، بمشاركة المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني، وأوركسترا سيمفونية تضمّ عازفين من أنحاء العالم. ولعلّ أغنية “بغنيلك يا وطني” التي أدّتها طوجي بتأثّر اختصرت شعورها إزاء ما يتعرّض له وطنها لبنان، وتقول فيها: “هني اللي شوهوك بحكمن هدموك، خيراتك كلها نهبوها، راحوا وتركوك”.