وجّه صاحبا السيادة المطرانان انطوان-شربل طربيه وروبير رباط، نداءً وجدانياً وطنياً وإنسانياً الى المسؤولين والمرجعيات في الوطن الأم تحت عنوان “نداء المصالحة والتسامح كي يبقى لبنان وطن الرسالة”، جاء فيه:
أمام هول المصائب والجراح والمآسي والجوع والانهيار الاقتصادي المريع، وأمام الانزلاق الى الشارع في أحداث دموية والانقسامات الخطيرة التي تهدد العيش المشترك كما تطال كل لبناني في لقمة عيشه ومستقبل اولاده، نناشد المسؤولين اللبنانيين الاسراع الى عقد مؤتمر مصالحة وتسامح برعاية الأمم المتحدة والجامعة العربية، يدعى للمشاركة فيه كل الشرائح والطوائف ومكوّنات المجتمع بهدف طيّ صفحة الأيام السوداء التي تلف المصير وتهدد الكيان، لأن مشروع تضميد الجراح وبناء الدولة أصبح حاجة ملحة اليوم أكثر منه في ما مضى، والحفاظ على وطن الآباء والأجداد من الاندثار، أصبح من أولى الاولويات ليبقى هذا الوطن العظيم نبع عطاء وافتخار لكلّ أبنائه، مقيمين ومنتشرين.
واذا كان الحلّ في لبنان يبدو في الوقت الحاضر مستعصياً او متعذراً، فإن ارادة اللبنانيين خصوصاً المنتشرين منهم للتفاهم وللعيش بسلام هي أقوى بكثير من أي خلاف أو خصومة. ومن هذا المنطلق، نرى أن التحضير لمؤتمر المصالحة والتسامح الوطني، يجب أن يبدأ بالبيت المسيحي، ولذا نضع هذه المبادرة برعاية فاتيكانيّة وبيد القيادات الروحية المسيحية وخاصة غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، كونه رئيساً لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وهو المدافع الأكبر عن لبنان السيادة والحرية والعيش المشترك والحياد الفاعل.
ومن ضمن البرنامج لهذه المبادرة نتوقف عند الأمور التالية:
1 – العمل على خلق مساحات توافقيّة بين أصحاب القرار السياسي، لأن اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين، ينتظرون من قياداتهم الوطنية ان يكونوا قبل كل شيء، رجال دولة، يصغون لصوت ألضمير ويعتمدون لغة الحوار مهما كانت الظروف صعبة، من أجل معالجة الأزمات وبسط سلطة الدولة وتحقيق العدالة بحكمة ومسؤوليّة.
2- وقف جميع الحملات التخوينية والتحريضية بين أبناء الوطن الواحد والعمل على نشر وترويج الخطاب السلمي بمساعدة وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
3 – إطلاق مشروع “مارشال جديد” أسوة بما حدث في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
4 – ترميم العلاقات مع الانتشار خدمةً للوطن الأم وتكريساً لحقوق المغتربين في الانتخابات والجنسيّة.
5 – التوافق على أن مصلحة لبنان وشعبه أولاً وبالتالي التأكيد على أن مصلحة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين هي بالعودة الى ديارهم بكرامة. والعمل على إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين لبنان ومحيطه العربي.
6- الاحتكام إلى قرارات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربيّة.
7- الدعوة الى يوم صلاة في 13 نيسان من كل سنة ليصبح مناسبة وطنية للسلام والمصالحة.
8 – عقد مؤتمر أكاديمي دولي في لبنان تحت عنوان المصالحة الوطنية والتسامح في احدى الجامعات اللبنانيّة.
9 – الدعوة الى لقاءات مع القيادات الروحية والمدنية والسياسية في الجالية اللبنانية والعربية في اوستراليا من أجل بدء مسيرة المصالحة الوطنيّة والتسامح، معتمدين على الخبرة الاوستراليّة في هذا المجال.
وفي الختام – إطلاق عريضة المصالحة والتسامح من أجل لبنان ومطالبة كل المسؤولين في لبنان بادراج مشروع المصالحة الوطنيّة كمدخل أساسي لطروحاتهم السياسية والوطنية من أجل بناء لبنان الرسالة والوطن والدولة. فمن دون المصالحة لا قيامة لوطن الأرز والعيش المشترك، وبدون التسامح لا حياة لمجتمع تعددي مثل المجتمع اللبناني. واننا نؤكد ونردد اليوم وكل يوم مع جبران خليل جبران : “لو لم يكن لبنان وطني، لاخترته وطناً لي”.