أنطوان القزي

مَن لم يُعِر اهتماماً للغضب الفرنسي بعد صفقة الغواصات الأسترالية، لن يقف لبنان حجر عثرة في طريق سياسته الجديدة ، وعلى اللبنانيين أن يشدّوا الأحزمة لأيامٍ أكثر سوداوية تحت نظر الجوكر الأميركي القفّاز؟!.

فالنفط الأميركي مرّ عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر حيث بين الموجة والموجة فرقاطة أميركية، وعبرت هذا الأسبوع ناقلة النفط الإيرانية الثالثة  قناة السويس حيث أشرعة السفن الإسرائيلية تتشابك.

ووصلت الناقلة  الى بانياس على وقع  بيان أميركي مضحك يقول: ” النفط من طرطوس الى بعلبك مستثنى من قانون العقوبات الأميركية على إيران”!.

ومن بانياس الى الأردن، على اللبنانيين أن يلتفتوا الى الإنفتاح الأردني على دمشق ويستمعوا الى الإتصال الحميم بين الملك عبدالله والرئيس السوري بشار الأسد، وهوا بالطبع لا يحصل دون مباركة اميركية!.

والمشهد الثالث الذي يرعاه بايدن هو تكليف فرنسا التنسيق مع طهران لتغيير قواعد اللعبة تحت عنوان تزويد لبنان بالغاز المصري والكهرباء الأردنية.

أضف الى ذلك الإلحاح الفرنسي على السعوديين كي يساعدوا لبنان ويباركوا للميقاتي بحكومته الجديدة التي لا تشبه ما كان يريده الفرنسيون؟!.

 واللافت أن رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين في هجومه على الإدارة الأميركية أغفل تمرير أي إشارة تستهدف موقفها من انفجار المرفأ؟

فرئيس المجلس التنفيذي الذي هو بمثابة “رئيس حكومة حزب الله” اتهم الأميركيين بالتأثير في لبنان أمنياً وسياسياً واقتصادياً ومالياً، وقال إنهم أقوياء في الدولة ولديهم الكثير بداخلها، ولكن نحن حتى الآن لم نخض معركة إخراجهم من أجهزة الدولة، وإذا جاء الوقت المناسب وخضنا المعركة سيشاهد اللبنانيون شيئا آخر”.

يبدو أن “توم” واشنطن و”جيري” الحزب يلعبانها على القطعة؟؟…

أصدقاء في البحر الأحمر وأعداء داخل اليمن.. “صافي يا لبن” مع صهاريج البقاع والمياه عكرة على خط الضاحية.

وعلى اللبنانيين أن يتأرجحوا طويلاً على حبال عوكر وحارة حريك وهذا جزء من سيناريو جو بايدن الجديد.

ولا ننسى مخلّفات بايدن في العراق التي جعلت رجب طيّب أردوغان يدخل على خط التحالفات قبل أيام من إجراء الإنتخابات.

وفي أفغانستان على بايدن أن يصفق للإنطلاقة الجديدة ل”داعش” على أنقاض الإنسحاب الأميركي.

وفي ليبيا على بايدن أن يصفّق لسيف الإسلام القذافي العائد الى مسقط رأسه على حصان التواطؤ الأميركي!.

وفي لبنان ، ماذا تفعل يا بايدن سوى تعميق الخيبة لدى اللبنانيين الذين لم يتعظوا بعد كلّ هذا الكيّ؟!.