كأننا نقرأ قصة خيالية ، كأننا نعيش حلماّ مزعجاً، وكأنّ القدر لا يخطف إلا الأعزّ والأقرب، وكأن الموت يأبى دون أن يصيبنا بالأغلى والأحب.
زميلتنا السابقة في “التلغراف” ليلي عبيد مالئة الدنيا حضوراً وفرحاً وابتسامة، زارت لبنان منذ فترة قصيرة والتقت نصفها الآخر ايلي خوري وتزوجت هناك وما زالت طرحتها البيضاء تشع في عيون الأصدقاء على مواقع الفايسبوك.
ولأن الحياة لا ترحم ولأن كأس السعادة شاء أن يُخطف من فمها، أصيبت بعد اكليلها بأيام بفيروس الكورونا اللعين، ولما اشتد عليها المرض توجّه شقيقها الدكتور أديب على وجه السرعة الى لبنان حاملاً ما تيسّر من أدوية علّه يخفّف من وطأة المرض عن ليلي التي كانت له وللعائلة بمثابة الأم والأخت في آن.
أمس الأول الأربعاء أشرقت شمس لبنان ، لكن ليلي بقيت نائمة لتبكيها عائلتها وبلدتها متريت وأصدقاؤها في أستراليا ولبنان وأسرة التلغراف التي هي أسرتها. ولتقام الصلاة لراحة نفسها الساعة الرابعة بعد الظهر في كنيسة مار يوسف في بلدتها متريت.
دموعنا حارّة وغزيرة يا ليلي، ما هكذا اتفقنا وما هكذا كنتِ تغادرين دون سابق إنذار.
أيتها الحضور المشعّ والمتألق لن تنساك أسرة المؤسسة الإعلامية بشخص رئيس مجلس إدارتها والي وهبة والأعضاء في أقسام التحرير والإنتاج والتسويق والإعلانات.
“التلغراف” بيتك يا ليلي، برئيس تحريرها أنطوان القزي وأسرتها وزملائك الذين يحبونك ستبقى طرحتك البيضاء ترفرف في مرايا عيونهم ولن ينال منها النسيان.
تعازيتا الحارة للزوج ايلي خوري وللوالد الصديق شربل عبيد وللشقيقين الدكتور اديب والمهندس روني وللشقيقة داليا ولعائلاتهم ولأعمامها موريس وبيار وطوني وعماتها لوريس وصونيا ودعد وعائلاتهم ولجورج العنداري وشارل العنداري ويوسف العنداري.وعائلة المرحومة نجلا يوسف وشارلوت وجورجيت العنداري وعموم عائلات عبيد وخوري وعطالله والعنداري واسحق والحواط ونهرا وطوق ويوسف وريشا وعموم عائلات شليفا ومتريت وانسباؤهم في الوطن والمهجر سائلين الله أن يسكن الفقيدة الغالية في أخداره السماوية.