أنطوان القزي

تنفّس نهاد المشنوق الصعداء، وكأن بلاطة أزيحت عن صدره بعدما تمّ تجميد التحقيق الذي كان يقوم به القاضي طارق بيطار. ليتبين أن المشنوق كان داعية حق مزيّفاً ، مارس دور الطوباوي أولاً وعينه على السرايا ثانياً وثالثاً وعاشراً ولو على ظهر أكبر جريمة في العصر؟!.

المشنوق ارتاح الآن لأن القاضي بيطار طار “بحّ”!.

بعدما عمل المشنوق على إقرار القانون التأسيسي لشركة “سوليدير”، عمل مستشاراً لرئيس الحكومة رفيق الحريري بين سنتي 1992 و1998 ، بعدها حَرد وأقام خمس سنوات في باريس ليعود سنة 2003 الى بيروت ويعتكف دون أن يتواصل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

رغم ذلك ، رشّحه سعد الحريري على لائحة المستقبل في بيروت ليصبح وزيراً للداخلية في حكومتي تمام سلام (2014) وسعد الحريري (2016) .

يوم قال العماد عون من الرابية أنه لن يترك وقتاً للسنيورة “كي يضبّ شنطته ويرحل” ، كان المشنوق زائر الرابية الدائم يمنّي نفسه برئاسة الحكومة ببركة الجنرال..

ويوم بلغ التصعيد ذروته بين وزير العدل بعدذاك أللواء أشرف ريفي و”حزب الله”، امتدّ خيط الودّ بين المشنوق والحزب”، وعندما استقال الريفي بسبب قضية ميشال سماحة، انفرجت أسارير المشنوق لأنه ارتاح من خصم يزاحمه على طريق السرايا.

ولما رأى أن ورقة سعد الحريري احترقت مع السعودية، نأى المشنوق بنفسه عن تيار المستقبل بحجة عدم موافقته على فصل الوزارة عن النيابة، فأعلن “أن مجموعة من الرفاق والأصدقاء بعضهم من قدامى جمهور الرئيس رفيق الحريري تعمل على تأسيس جبهة جديدة باسم “حركة الإستقلال الثالث”.

غداة استدعائه من قبل القاضي طارق بيطار على خلفية انفجار 4 آب في مرفأ بيروت، أطل نهاد المشنوق على الشاشات لابساً ثوب الفروسية معلناً أن مستعد للمثول أما البيطار ولن ينتظر رفع الحصانات، فلقي من التصفيق يومها ما لم يلقه موسوليني أو كاسترو..

منذ أيام أطل المشنوق نفسه على الشاشات ولكن هذه المرّة من على منبر دار الإفتاء مطلقاً النارعلى موقفه السابق  معلناً تقديم شكوى ضد طارق البيطار بدعوى التحامل والإستنسابية!! .

المشنوق انفلب على الحقيقة وعلى نفسه بعدما تلقّى الإشارة من حيث تلقّاها آخرون ومعها صورة محدّثة لطريق السرايا ثمناً لانقلابه على ذاته؟!.

المشنوق يشبه ايلي الفرزلي في الإطلالات الإطنابية، يحاولون إلهاء الناس بالتدبيج وببلاغة سفسطائية ليمرّروا بدهاء ما ليس من مصلحة الناس.

فهل يمكن لمن يدّعي أنه صاحب الأرقام الأكبر في تمثيل مدينة بيروت أن يقفز على شهدائها ودمارها وأن يقفز على قناعاته بعدما تلقّى رسالة سلّمه إياها درّاج فيها صورة السراي؟.

كان بإمكان المشنوق أن يلعبها بعيداّ عن منبر دار الفتوى خاصة وأنه كان ينتقد الذين يحتمون بطوائفهم والمتمترسين خلف منابرها؟!.

سبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر؟!.