في غمرة الاحداث التي تعصف بلبنان وامام مسيرة العذاب والقهر التي يعيشها شعبه، نضم صوتنا إلى صوت غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي المدافع دوماً عن لبنان وسيادته وكرامة شعبه وحقوقهم الاساسيّة، ونؤكد على طرح حياد لبنان، كأفضل خارطة طريق للخروج من الازمة الخانقة. وبالتالي نؤيد كل التأييد ما جاء في عظة صاحب السيادة المطران انطوان- شربل طربيه، منبها من خطورة منع المنتشرين من المشاركة في الانتخابات النيابيّة ومؤكدا على ان اللبنانيين في بلدان الانتشار وخصوصا في استراليا هم قيمة وطنية اساسيّة وجناح آخر للوطن الأم، ويجب التعامل معهم على هذا الاساس.
لذلك، نطالب المسؤولين اللبنانيين، وبخاصة وزارة الخارجية والمغتربين، بتوضيح ما يحكى ويشاع حيال عدم إجراء انتخابات المغتربين، لأن هذا الأمر لا يمكن القبول به تحت أي ذريعة أو تبرير، ومن منطلق الأمور التالية:
1. إن إلغاء انتخابات المغتربين هو بمثابة إلغاء لهم ولجنسيتهم ولدورهم وحضورهم كجناح فاعل لوطن الأباء والأجداد.
2. هذا التوجه المخيف
سيعرقل حتماً المساعدات الإنسانية والاقتصادية التي دأب المنتشرون على تقديمها للبنان ولشعبه في كافة الظروف وخاصة بظل المآسي والكوارث وآخرها جريمة انفجار مرفأ بيروت. وقد هب المغتربون، من مرجعيات روحية وزمنية وجمعيات ومؤسسات وأفراد لمد يد المعونة إلى أهل الضحايا، عبر الترميم والمعالجات والمساعدات النقدية والطبية والمواقف الإنسانية.
3. إن التجرؤ على المس بحق المنتشرين هو جريمة بحق حقوقهم المشروعة لكونهم ثروة لبنان الحقيقية وخزان عطائه في ساعات الشدة. والمليارات التي يرسلونها سنوياً دليل ساطع على ذلك.
4. إننا نتطلع إلى حكمة الوزير عبدالله بو حبيب لإحباط هذا المخطط رأفة بلبنان وبعدم سلخ منتشريه عنه والإساءة إليهم واعتبارهم مجرد بقرة حلوب لا أكثر.
5. إن حق المنتشر بالاقتراع والترشح هو من صلب مبادئ الديمقراطية التي عُرف بها لبنان، وأن المنتشرين، ليس في أستراليا فحسب، بل في كل أصقاع الدنيا أيضاً، لن يرضوا بالمس بحقوقهم وهم الذين أدوا واجبهم على أكمل وجه حيال وطن الأرز.
إننا نرفع الصلاة إلى الله لكي يلهم المسؤولين، قيادة الوطن إلى بر الأمان وعدم تهميش المغترب اللبناني لأن في ذلك هدماً لوطن الحريات واساءة فاضحة الى وحدة شعب لبنان المقيم والمنتشر.
الرابطة المارونية في استراليا.