أنطوان القزي

بين الأربعاء 15 أيلول سبتمبر والأربعاء 22 من الشهر عينه، تعرّضت أستراليا لثلاث هزّات عير مسبوقة في تاريخها.

الهزّة الأولى ، ديبلوماسيّة عبر إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية لصالح الولايات المتحدة، ولن نعيد ردود الفعل العالمية والأوروبية  بل نتوقّف عند النكتة التي أطلقها رئيس الوزراء بالوكالة برنابي جويس لتهدئة خواطر الفرنسيين حين تحدث عن قتال الأستراليين على الأراضي الفرنسية خلال الحربين العالميتين. وأضاف أن استراليا تؤمن بالمبادئ الفرنسية وتعمل في خدمة الحرية والمساواة الفرنسية… ولم يفطن جويس إلى  أن ما ذكره فيه إدانة لأستراليا وليس تطييباً لخواطر الفرنسيين؟!.

الهزّة الثانية، إجتماعية شهدتها مدينة ملبورن يومي الإثنين والثلاثاء عبر تظاهرات عنيفة وغير مألوفة خاصة يوم الثلاثاء حيث حرجت شوارع المدينة عن سيطرة رجال الأمن باعتراف جهاز الشرطة ، حتى أن زعيم المعارضة الفيدرالية السابق بيل شورتن وهو ابن المدينة ، قال:”هذه ليست مدينتي ولم أعهدها كذلك منذ نعومة أظافري”.

واختلط حابل عمّال البناء بنابل معارضي اللقاح والإقفال العام وصولاً الى محبّي التظاهر الدائمين الناقمين على كل شيء!.

الهزّة الثالثة، طبيعية، إذ ما كادت ملبورن تلملم جراح التظاهرات لتستفيق صباح الأربعاء على زلزال في مناطقها الشمالية بلعت قوّته 6 درجات وهوالأقوى في تاريخ الزلازل الأسترالية.

بالنسبة للهزّة الإجتماعية ، فإنّ جانباً من المسؤولية يقع على الحكومة الفيدرالية التي تركت بعض حكومات الولايات تغرّد منفردة في سياسة التعامل مع الجائحة والإغلاق الإعتباطي غير المتكافيء بين الولايات، وراح كل من غلاديس بيريجكليان ودانيال أندروز وأنستازيا بالاشاي ومارك ماكغواير وأندرو بار يرسمون سياسات أغلبها ذات مضمون انتخابي. ولم يكن صوت الحكومة الفيدرالية مسموعاً لدى معظم هؤلاء.

اليوم وقد حصل ما حصل في شوارع ملبورن، على سكوت موريسون أن يحسم امره ويدعو الى سحب الصلاحيات الإفرادية من الولايات في الأزمات الكبرى  لمصلحة الحكومة الفيدرالية حتى لا تتكرّر مشاهد العالم الثالث في شوارعنا ونحن لاهون عن المواطن الأسترالي لمصلحة صفقات الغواصات؟!.