فادية هندي- سدني
…وما بعد كورونا عهد آخر ، وكأن هذا الفيروس غيّر مفاهيم ومعادلات جمّة ورضخت له الكرة الأرضية بكل قوتها وجبروتها وقوانينها ، وأوجد له قوانين جديدة رضخت لها كل الشعوب .
قبل الفيروس كانت حياة، وبعد الفيروس حياة أخرى مقيّدة بسلاسل ترهق كاهل الانسان الذي تعود على فطرة الكون وقوانينه .
صحيح أن على هذه الأرض فيروساتٍ كثيرة وطبيعية، واجتهد العلماء فيبحاثهم وأوجدوا اللقاحات لمكافحتها ليتداوى بها البشر تماماً كحال الطفل الذي يولد وله برنامج تلقيح محدد بأوقات وشهور ليتحصن به ضد الأمراض السارية والمعدية .
و يكون الأهل بذلك قدموا لأولادهم ما هم بحاجة إليه من رعاية طبية لعلمهم أنها تحصنهم من تلك الأمراض ما خلا ما قدّر الله وشاء .
أما كورونا العجيب، فهذا أعلم يقيناً أنه إنتاج بشري مقيت أو بالأحرىر هو من صنع شياطين البشر لغايةٍ لا يعلمها إلا الله .
صدّقه البعض ورفضه البعض الآخر مسلّكمين بنظريّة المؤامرة الكونية في عهد التكنولوجيا الرقمية ، ولكن للأسف أغلب المشككين رضخوا له
بإرادتهم أو رغماً عنهم .
واجتهد العلماء أيضا في إيجاد اللقاحات المختلفة لحماية البشر من فتكه،وبدأ الناس يتعودون على فكرة اللقاح وفائدته بعدما عارضوه في البداية
واستسلمت له كل الشعوب .
ولكن المضحك المبكي أن العلماء يدلون بتصريحاتهم وإنجازاتهم بالتدريج على طريقة التئام الجرح بالتدريج )المسكنات( . لنتفاجأ كل يوم بمتحوّرات
ذلك الفيروس العجيب الذي يتطور من مرحلة إلى أخرى وبأسماء متتالية من “فيروس الى متحور …دلتا…مو… .إلخ…إلخ” وتاآتي أعظم كأنه
يستقبلنا بابتسامة خبيثة ويقول لنا »لن تقدروا عليّ» .
ومن ثمّ تطالعنا الأخبار بأن بعض اللقاح يحمي لفترة ستة أشهر وآخريحمي لخمسة أشهر ، دون أن نقفل الباب على لقاحات أخرى قادمة لا
محالة ، بعدما ظن الناس أنه مع لقاح واحد تسلم الأمور وتعود الحياة الى طبيعتها ويُخلى سبيل الناس من ذلك السجن المُطبق عليهم . .ولكن
للأسف نحن بحاجة إلى معجزة لتعود الأرض الى فطرتها التي فطرها الله عليها .
لذلك بدأت حديثي بكلمة ما بعد الكورونا عهد آخر .
لا ندري ماذا بعد … إنّ غداً لناظره قريب . قد أكون مستسلمة لما كُتب علينا ولكنني عاصرت حياة طبيعية وسنين جميلة برغم سنوات عجاف مرت في حياتنا مثل كل البشر ، وأخشى مما سيمر على أولادنا وأحفادنا
وما ستحمله عصور قادمة مجهولة برغم كل التطور التكنولوجي!.
كان الله في عون البشر ويسّر أمورهم وأعانهم على عقبات لا بد من اجتيازها وأخلفهم حياة جميلة هانئة خالية من التعقيدات .
ولكنني أجزم أن ما يحدث هو بفعل فاعل لأن الطبيعة تقدم للإنسان كل ما هو جميل ومفيد وتقدم له الدروس والعبر ليستقي منها الحكمة .
وقد نتخلى عن نظرية المؤامرة ، ولكن المضحك والمريب أننا نرى كل الدول الكبرى مثل ) كندا ، فرنسا ، السويد ،ألمانيا ….( تتبع نفس الخطوات بما
تطلبه من شعوبها بالنسبة للقاح ووجوب أخذه تحت ضغط التهديد أو حرمان معارضي اللقاح من دخول أماكن عملهم أو مرافق معينة !
… منذ متى كانت حرية الإختيار الشخصي مرفوضة في كثير من الأمور
لماذا لكلّ أنسانٍ رؤيته الخاصة ونظرته وحريته في الإختيار ، إلا في موضوع اللقاح حيث رسموا له خطاً أحمر يُمنع تجاوزه ؟!….
أسأل الله أن يُجلي هذه الغُمة ويجعل كيد الظالمين في نحورهم وهنا أوافق وبشدة ابن عمي الذي دائماً يسأل عن نيزك يضرب الكرة الأرضية ليستريح من شر البشرية المخادعة . وأنا أشاطره الرأي لأننا, بحاجة الى ذلك النيزك لضرب الظالمين الذين يعتدون على الفطرة الطبيعية .