توفي أمس الاول (الاثنين) عن 88 سنة الممثل الفرنسي جان بول بلموندو الذي احتل واجهة نجومية السينما الفرنسية في الستينات والسبعينات من القرت الماضي. وكان نداً ومنافساً لزميله في المهنة وصديقه ألان ديلون، قبل أن يتقاسما بطولة بعض الأفلام المشتركة.
أحب الرياضة واختار من بين فنونها الملاكمة، لكنه مضى عنها والتحق بالتمثيل مؤدية أدواراً صغيرة إلى أن وجد نفسه تحت إدارة مخرج جماعة السينما الجديدة جان – لوك غودار في “آخر نفس” (1960). بعد ذلك الفيلم وحتى آخر ظهور سينمائي له سنة 2008 (بفيلم عنوانه “رجل وكلبه”) ظهر في نحو 84 فيلماً. ومع إنه حقق ثلاثة أفلام أخرى للمخرج غودار، فإنه فضل دوماً أدوار الخفة متنقلاً ما بين الكوميديا (“الوقاحة بيضاء” والبوليسي “منادي الليل”) والمغامرات وأفلام الغانغستر والمغامرات. في العام 1970 التقى للمرة الأولى منافسه الأول في النجومية ألان ديلون. وكان “بورسالينو” الجامع بين الكوميديا وأفلام العصابات اللقاء الأول بين أعمال متكررة.
لم يكن، باعترافه، ممثلاً وسيماً. كان يبدو كما لو كان ذلك الرجل الذي يستطيع بيعك سيارة قديمة بسعر مرتفع وأنت تضحك. لكن الجمهور أحبه كما هو. وأكثر ما أحب في مسيرته تلك الأدوار التي باعدت بينه وبين الآخرين الذين فضلوا شخصيات مركبة أو مميزة بثقافتها أو بأساليب حياتها المرفهة. أحبه الجمهور في الأدوار التي مال بلموندو إليها في الأساس، وكان يعرف ذلك، ولم يرد أن يخيب معجبيه. في مقابلة مع “نيويورك تايمز” قبل سنوات قال بصراحة: “أفضل أدوار المغامرات على أفلام المثقفين”.
في سنة 2001 تعرض لأزمة قلبية حادة، وتوقف عن العمل لثماني سنوات قبل العودة في “رجل وكلبه”. برحيله تسقط ورقة خريفية أخرى من شجرة السينما الفرنسية الوارفة.