بقلم : أ.د / عماد وليد شبلاق

رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا

ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي

Edshublaq5@gmail.com

سبحان الله، الزمن يتغير وبسرعة كبيره والاشياء الذي كنا نقتنيها لم نعد نعرف كيف نتخلص منها الان بعد أن ثبتت وبالحجة القاطعة انها في طريقها للزوال! فلا أعتقد أن هناك رجلا لا يملك في بيته العديد من الأقلام الفاخرة وغير الفاخرة (أما هدايا أو شراء أو استعاره من فندق أو طائره أو مؤتمر) وبالطبع كلما زاد شأنك وكبرت مهنيا أو وظيفيا كلما زادت هذه المقتنيات تكدسا في بيتك ومن دون أن تشعر!).

التلفون المحمول -موبيل- او الخلوي أو الجوال أصبح اليوم هو كل شي في حياه المرء، فهو اليوم القلم وهو الساعة وحامل كروت البنوك ونوته الأوراق الهامه والرسمية

( سكاند  منسوخه ) وأضف الى ذلك كاميرا التصوير وتلفزيون مصغر لنشره الاخبار والتحدث مع الأصدقاء ( صوت وصوره ) والترفيه البريء وغير البريء وكل ما تشتيه الانفس من المأكل والمشرب والوجه الحسن وفي الزمان  والمكان اللذين تختارهما.

ومن هنا كانت الأشياء القديمة التقليدية في طريقها للانتهاء فطلاب المدارس اليوم لا تكاد ترى منهم أحدا يحمل قلما أو ساعة ولا حتى محفظة نقود وكذلك الموظفين في المعامل والشركات أما أقلام ومساطر المهندسين والمعماريين فقد انقرضت منذ زمن بعيد لاستخدامهم برمجيات الحاسوب وتطبيقات المحمول.

و حقيقه الامر ان صناعه الجوالات أو (الموبايل وتبعاتها) وتطورها قد أضرت كثيرا بالصناعات التقليدية، سواء بقصد أو بغير قصد، والتي سادت لمده كبيره من الزمن فبائع القرطاسية (لوازم المكتبات ) اليوم يعاني أشد المعاناة لعدم أقبال العملاء على بضاعته والتي أصبحت بدون طلب أو حاجه لاستخدامها فجميع المنظمات والشركات ومن في ركبهم من القطاعين العام والخاص قد تخلوا اليوم عن الأقلام والأوراق والظروف والبرايات والمحيات ومزيل الحبر واللواصق وكل ما يتعلق بالمستلزمات المكتبية لترفع شعارات مكاتب بلا ورق! ومحلات اليوم مثل

( الاوفس ورك ) وما شابها أصبحت تعاني من تكدس مثل تلك المنتجات والتي أصبحت لا تستخدم كما في السابق نتيجة التقدم التقني والاختراعات السريعة المستمرة في عالمنا اليوم اما بالنسبة لنا فنحن أيضا في حيره من أمرنا فماذا عسانا ان نفعل بالقديم المكرر فقد تحولت الساعة الى قطعه مجوهرات تلبس في المناسبات ولا علاقه لها بالوقت

( في وجود المحمول ) وكذلك القلم أي كان نوعه وثمنه فقد تخلى الكثير عن رفيق الدرب المدرسي والمهني ليضع جميع بياناته على المحمول .

يرحم الله أيام زمان عندما كان الأخ الأصغر يلبس ملابس الأخ الأكبر وقد يمر المعطف أو البدلة على اثنين أو ثلاثة من الاشقاء قبل أن يكتشف أمرها اذا ما أختلف لونها فما بالك بالساعة والقلم  والشنطة وغيرها من المقتنيات الشخصية والتي باتت مستنكره في عالمنا اليوم وكأنها من مخلفات القرن الماضي والتي ستؤول يوما ما الى مبيعات الكراج المخفضة ( جاراج سيل ) وحري بنا أن نتذكر في رحله اللا عوده  بأن القلم والساعة هما من اهم الأدوات التي يحتاجه المرء لزواده في حياته و قبل أن تقوم الساعة وترفع الأقلام وعندها قد تندم على ما فرطت في حياتك ! والله المستعان .