بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
Edshublaq5@gmail.com
ألف مبروك للحاصلين على شهادات ” الدكتوراه الفخرية ” من المراكز الثقافية الدولية سواء البلجيكية منها أو السويسرية أو غيرها والمنتشرة في بقاع الأرض لهذا العام ( 2021) ، ولا أعلم أنا شخصيا إذا ما كانت هذه المراكز مخوله من دولها أو حكوماتها لمنح هذه الدرجة الأكاديمية المرموقة حتى ولكانت ” شرفيه ” ، فالأصل أنها أكاديمية ومن اسمها ، والا فهناك العديد من البدائل من الأوسمة والجوائز والميداليات مثل ” رجل العام ” ، ” فارس السلام ” ، “سفير السفراء” ، ” حبيب الملايين و” عدو الكوروتا الأول ” والتعليق أعلاه ليس المقصود به أحمد وحسين ومحمدين ولا مرهج وبشاره لكي لا يذهب البعض بعيدا لظن السوء ! فلقد كان المقصود هو صديقنا الأمريكي ” بيل ” والذي حصل على العديد من شهادات الدكتوراه ” الفخرية ” ومن أرقي الجامعات الأمريكية مع العلم انه انسحب من الجامعة في السنة الثانية ولم يحصل على درجه البكالوريوس والذي لم يستخدم أبدا لقب” الدكتور” امام أسمه لأنه يعرف تماما من هو وماهوا حجمه، ولو أراد ذلك لفعل ومنذ زمن مبكر فلا ينقصه الذكاء والا المال ولا الشهرة ولا حتى العبقرية!
ولمن لا يعلم من القراء ماذا تعني شهادة الدكتوراه (اللي بدون شرف) Ph.D. -D.Sc. واختصارها هنا (دكتوراه الفلسفة ودكتوراه العلوم) وهي أعلى شهادة أكاديمية يحصل عليه الباحثون ومن أفضل الجامعات في العالم وفي جميع التخصصات من هندسه وطب وصيدلة وزراعه، وادب، وفنون، وغيره. وغالبا ما يتحصل عليه المتفوقون في دراستهم العلمية وبعد إتمام درجتي الماجستير والبكالوريوس (العرف العام في كل جامعات العالم مع بعض الاستثناءات). وفي مقال سابق ذكرنا موضوع الشهادات ” المضروبة” والمزورة ” وسواء كانت من الشرفية أواللا شرفيه فالمبدأ واحد ومن المعيب على الانسان الحصيف المهني المحترف أن ينقاد في ركب المهللين والمصفقين الواهمين والذين شاركوا في ارتكاب الاثم، وكنتيجة لذلك لي صديق شخصي مقرب له مكتب هندسي استشاري في أحد دول المنطقة يغضب تماما إذا دعوته بالمهندس فقط بل لابد من ذكر حرف الدال قبل اسمه لأنه مصدق تماما (ولمده تزيد عن 10 سنوات) انه لقب حقيقي ? لا شرفي وأنه قد أتاه على علم عنده وهنا مربط الفرس وجوهر الخلاف!
مثل هذه الصرعات جاءت في الأصل من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوروبا وأفريقيا وكلنا يعلم جيدا وربما في فتره السبعينيات من القرن الماضي ما كان يرسل لبعض المشاهير أو المعروفين اجتماعيا ومهنيا (سواء في بلدانهم أم في المهجر) والعمل على دغدغه مشاعرهم وربما عقولهم بأنهم هم الصفوة ومن خيار الناس المبرزين في وسطهم وتم اختيارهم بعناية وتركيز شديدين لذلك يستحقوا الكثير من التبجيل والتهليل وربما مقابل 100 دولار أو أكثر او أقل (مصاريف طباعه الشهادة والختم وربما التوقيع!) وكان أشهرها موسوعة Who?s Who في عالم الاحتراف ويبدوا أن هذه الصرعات لم تنته، بل ربما تطورت الى سيناريوهات أخرى نشاهدها اليوم وبشكل مختلف.
نحن لا نرغب بشخصنة الأمور أو الزج بالأسماء، فهناك المستحقون فعلا لجوائز التكريم والإشادة والأوسمة ولكل في موقعه وحسب سجله المهني الحافل بالإنجازات والعطاءات والتميز المهني والعلمي وما حدث مؤخرا بين القاهرة ولبنان لهو دليل واضح على انقلاب المعايير وعدم توازنها ولنتذكر جميعا ان معظم رؤساء وزعماء العالم لديهم العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية والتي لم نرى أحد منهم قد تعلق فيها أو نادى بها الا إذا كان اللقب الجديد ” الحاج الدكتور” قد يسمن أو يغني من جوع والله المستعان.