بقلم رقية برهان شعبان – سدني
أنا من الأشخاص الذين يؤمنون بشعورهم الداخليّ وليس فقط بإحساسهم، والذين يفكرون قلباً وعقلاً في الإتجاه ذاته.
سألني صديقٌ لي يوماً، كيف استطعتُ أن أبقى على هذا الثبات، رغم العاصفة التي هزّت سنوات حياتي الأخيرة؟
كيف استطعتُ أن أقاوم الحزن الذي اجتاحني والتحدّي الذي مررت به، ورسمت طريق حياتي بنجاحٍ وتوازن الى حدٍ ما؟
كان عليّ أن أفكر قليلاً ، وأصمت بُرهةً، كعادتي، قبل أن أجيب.
ولكي أجيبه، كان يلزمني ساعات وربما أيام فاكتفيت بقول كلمة واحدة : “شعوري”..
إعتراه الإستغراب والحيرة وقال لي: “وما علاقة الإحساس بذلك؟”
– فقلت له : “لا، شعوري وليس إحساسي.”
– ضحك وقال: “وما الفرق؟”
– تابعت: ” هناك فرقٌ شاسعٌ ..
إحساسك ينبع من قلبك تلقائياً ولكنّ شعورك يأتي ليضيف حكمة العقل.
– “ما هذا التعقيد؟”
“-“إحساسك الداخليّ يا صديقي مهمٌ جدّاً، نعم هو يبعث الحب والسعادة لأيامك الصعبة، كلنا يحتاجه ولا يستطيع مقاومته فهو يروي جسدك العطشان، ويطيب حزنك الذي ينخر عظامك، ولكنه يكسرك أحياناً اذا “ما انتبهت”أو استسلمت!
وهنا يأتي دور شعورك الذي يتغذى من عقلك وخبرتك. والذي يقيس الأمور بمنطق ووضوح وواقعية مع “رشة إحساس”، فيُنَبِّهُكَ لكي تفكر بروية فتدرس خطواتك كي ترسم أهدافك بتأّنٍ ووعي وتتخذ القرار والطريق الصحيحين حتى ولو خسرت القليل من “إحساسك”.
.”شعوري” هو مسافة الأمان التي وضعتها منذ زمن حاجزاً في حياتي اليومية
هذه المسافة، مهمة جداً لأنها تفصل الى حد ما، بيننا وبين الأشخاص الذين نصادفهم بحياتنا اليومية والعابرة إضافةً الى الظروف الصعبة التي تجبرك على أن تفكر عقلاً ثم قلباً على أمل أن يصون تفكيرك إنسجام العقل والقلب. فلا تهمل شعورك الداخلي أبداً!
أكملنا مسيرنا وارتشفنا قهوتنا المعتادة.
#رُقَيَّات.