تصدّرت “مكافحة الإرهاب” والتطورات في أفغانستان، جدول أعمال مؤتمر إقليمي في بغداد، شارك فيه عدد من دول المنطقة، بينها إيران والسعودية، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتحسن أمن العراق خلال السنوات الماضية، لكنه لا يزال يعاني من تناحر القوى الكبرى والجماعات المسلحة، ويريد من جيرانه التحاور مع بعضهم البعض، بدلاً من تصفية الحسابات على أراضيه، حيث أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن “لا عودة إلى الماضي والحروب العبثية مع الجيران والأصدقاء”.
وشدد البيان الختامي لـ “قمة التعاون والشراكة”، على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية بما ينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة وأمنها، ورحب بالجهود الديبلوماسية العراقية للوصول الى أرضية من المشتركات مع المحيطين الإقليمي والدولي.
وعقدت القمة على وقع بروز تنظيم “داعش”، الذي تمّ دحره في العراق في 2017 وفي سورية في 2018 بدعم من تحالف دولي بقيادة أميركية، على الساحة في أفغانستان مع انسحاب القوات الأجنبية.
واعتبر البيان الختامي، الذي تلاه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن “احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية”.
وأثنى المشاركون على جهود العراق وتضحياته الكبيرة في حربه على الإرهاب، مجددين رفضهم لكل أشكال الارهاب.
وتابع البيان “أن المشاركين أقروا بأن المنطقة تواجه تحديات مشتركة تقتضي التعامل معها على أساس الأمن المشترك والمصالح المتبادلة”.
وشارك في مؤتمر القمة، بالإضافة إلى الكاظمي وماكرون، سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني ونائب رئيس الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ووزراء خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، وإيران حسين أمير عبداللهيان، وتركيا مولود جاويش أوغلو، بالإضافة إلى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي.
وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر، شدد الكاظمي على رفض أن “تستخدم الأراضي العراقية كساحة للصراعات الإقليمية والدولية ورفض أن يكون العراق منطلقاً للاعتداء على جيرانه من أي جهة كانت”.
وقال الرئيس الفرنسي إنه “بفعل التطورات الجيوسياسية، يتخذ هذا المؤتمر منحى خاصاً”، مشدداً على “العزم في مكافحة الإرهاب”.
وذكر مصدر مقرّب من الرئيس الفرنسي، أن الأخير تناول مع أمير قطر، الطرق التي يمكن للدوحة من خلالها مساعدة فرنسا على إجلاء اللاجئين الأفغان قبل 31 أغسطس، عبر طائرات الخطوط القطرية من مطار كابول.
وأعلن ماكرون البدء بـ “محادثات” مع “طالبان” بهدف “حماية وإجلاء أفغانيين وأفغانيات معرضين للخطر”.
وقبل بدء أعمال القمة، أكد الكاظمي في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون أن “فرنسا ساهمت في دعم العراق في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية”، مضيفاً أن “العراق وفرنسا شريكان أساسيان في الحرب ضد الإرهاب”.
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي إن بلاده “ستبقي حضوراً لها في العراق لمكافحة الإرهاب، طالما أراد العراق ذلك مهما كان خيار الأميركيين”.