كم هو جميل شعور اللبنانيين وهم يشاهدون النجمتين المصريتين  إلهام شاهين وعبير صبري وقبلهما النجم البرازيلي رونالدينيو يضعون أكاليل زهر على نصب شهداء فوج إطفاء بيروت.

كم هو كبير الوفاء في وجدان الفنانين المصريين الذين طالما تقاسموا المسرح والشاشة بين مصر ولبنان، فبين سنتي 1961 و1974 كان مسرح بيسين عاليه مربط خيل أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ.

ولعل الفيلم المصري الشهير “حبيبي” الذي أنتج عام 1974 جمع النجمين المصريين فاتن حمامة ومحمود ياسين وأخرجه هنري بركات، يشكّل أبلغ دليل على ذكريات المرحلة التي سبقت الحرب اللبنانية حيث كانت الكهرباء غير مؤمنة كذلك 24 ساعة على 24… في المشهد الرومنسي الذي عاد وانتشر عبر “واتساب” بين اللبنانيين يجمع مشهد محمود ياسين وهو شاب مصري يعيش في لبنان بفاتن حمامة المغتربة المصرية التي وصلت حديثا الى بيروت حيث تطلب فاتن حمامة من محمود ياسين ان “يولع النور” لكنه يجيب “ان النور انقطع لوحده… دايما بيحصل كده في بيروت”…

كلنا نعرف “الفوبيا” التي كان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مصابا بها، تجاه ركوب الطائرات، التي امتنع عنها وله مبرراته التي أفصح عنها في أكثر من حديث صحفي وتليفزيوني، لكنه ركب الطائرة مضطرا يوم 28 يونيو حزيران 1960 التي هبطت به في سلام في مطار بيروت الدولي، ونزل منها هو وزوجته السيدة نهلة القدسي وهو يقرأ آيات من الذكر الحكيم غير مصدق أنه وصل إلى الأرض في سلام، أما لماذا ركب عبد الوهاب الطائرة إلى بيروت ولم يسافر اليها بالبحر كما تعود فالسؤال تجيب عنه مجلة “الشبكة” قائلة:

كان الموسيقار في هذا التوقيت مشغول جدا بتلحين الملحمة الوطنية “ذكريات” التي سيقدمها العندليب عبد الحليم في عيد ثوره 23 يوليو الثامن، وكان “مشغولا لشوشته” كما يقولون في بروفات نشيد “وطني حبيبي الوطن الأكبر” مع مجموعة من الأصوات الغنائية اللامعة.

وفي ظل كل هذا الانشغال تم إبلاغه من إدارة “مهرجان الأنوار” المقام تحت رعاية مؤسسة دار الصياد الصحفية العريقة وعليه الحضور لأنه سيتم تكريمه مع الشاعر نزار قباني والمطربة نجاة الصغيرة في الحفل المقام في “تياترو لبنان” مساء 1 يوليو تموز 1960 لفوزهم بالجائزة الكبرى عن رائعة قصيدة “أيظن” التي خرجت للضوء مساء 7 أبريل نيسان 1960 بسينما “ريفولي” في حفل تم تخصيص إيراده لتعمير مدينة أغادير المغربية التى كان قد دكها زلزال 29 فبراير الشهير.

ومن ينسى مشهد النجم حسين فهمي في ساحة الشهداء  يقرأ الفاتحة على قبر الرئيس رفيق الحريري غداة استشهاده.

ومن ينسى وصول النجمة إلهام شاهين غداة العدوان الإسرائيلي في تموز 2006 الى بيروت وتفقدها المناطق المدمرة وسيرها فوق الركام.

ولا ننسى أن عشرات الأفلام المصرية صُوِّرت معظم مشاهدها في بيروتالتي كانت بمثابة باريس لدى المصريين.

فألف تحية لنجوم مصر الأوفياء، ووجودهم في مرفأ بيروت عزاء كبير لكل اللبنانيين،.. وبالإذن من نجوم لبنان “الذهبيين” الذين منحتهم دولة الإمارات “إلإقامة الذهبية”  ويشاهدون من هناك ماذا تفعل إلهام شاهين وعبير صبري في مرفأ بيروت؟!.