بقلم هاني الترك
عام 2016 نشرت العالمة الروحانية المعروفة عالمياً سيلفيا براون كتابها نهاية الزمن.. وأنا قرأته وهو في مكتبتي الخاصة.. تنبأت فيه أنه في العام 2020 سوف يجتاح البشرية فيروس خطير.. وليس له علاج يعيش ويتكاثر في رئتي الإنسان.
يقول العلماء رغم تطوير مصل (لقاح) لوباء الكورونا إلا انه فيروس ذكي يتحور ويتشكل حتى أنه أصبح له أربعة تحورات مثل دلتا.. أي يجب تطوير مصل جديد للوقاية منه.
هل هذه ضربة حظ من براون؟
سوف أسوق من حياتي الخاصة الحادثة الآتية التي لا تفسير لها:
ذات مرة طلبت مني مديرتي في العمل أن أقوم برسم خريطة لحياتي على يد أحد خبراء التنجيم.. وذلك حتى تقنعني بوجود شيء من الصحة في موضوع التنجيم.. وهي التي كانت تعتقد به رغم مؤهلاتها العلمية والقانونية ومركزها العالي.. حتى أنها كانت تعيّن الموظفين في المكتبة طبقاً للأبراج التي ولدوا فيها.. إضافة إلى مؤهلاتهم وخبراتهم بالطبع.
بالفعل عثرتُ على اسم خبير في الفلك في صحيفة الدايلي ميرور.. وكان يعيش وقتها في ولاية كوينزلاند.. اخترته بطريقة عشوائية تماماً من الصحيفة ولا تعرف عنه مديرتي في العمل شيئاً.
قمت بإرسال معلومات عن تاريخ ميلادي والبلد الذي ولدت فيه واسمي ليس أكثر.. قام الفلكي بإرسال خريطة لحياتي دقيقة جداً وعن طبيعتي وأشياء خاصة بي لا يعرفها عني إلا الله وحده.. والأكثر من هذا قد تنبأ لي بتوقعات تحصل لي في المستقبل.. وأشد ما كانت دهشتي حينما عرفت فيما بعد أنها حصلت لي ولم أكن أرى إمكانية حدوثها.
ذكرتُ هذه الحادثة لأنني بتُ أسلم أنه توجد حقائق عميقة في هذا الكون لا نعرف عنها ولا حتى القليل برغم التقدم العلمي.
وقد اخترع الإنسان العلوم والتكنولوجيا وحقق إعجازات تلو الأخرى.. حتى أنه صار في الفضاء مستخدماً الكمبيوتر وهبط على القمر.. وأصبح السيد ليس على المجموعة الشمسية التي يوجد فيها 12 كوكباً فحسب.. ولكن قد يصبح سيداً على مجرة الطريق الحليبي التي يوجد فيها ملايين من المجموعات الشمسية ومليارات من الكواكب والنجوم.
إن رحلة البشرية إلى اكتشاف المجهول قد اتسمت في القرون الأخيرة بالمنهج العلمي.. ولا يزال الإنسان يتجه إلى النواحي الغيبية في الكون.. يطرقها من باب التكهن والتأمل والتفكير والفضول.. حتى أنه لا يستطيع العلم حتى هذه الآونة أن يجد لها تعليلاً وتفسيراً.
فإن الكون لغز.. فكلما ازداد التقدم العلمي والتكنولوجي ازداد اللغز غموضاً.. على سبيل المثال يقول العلماء أننا نعرف أن القوانين الفيزيائية التي تنظم الكون الفسيح تختلف عن القوانين الفيزيائية التي تنظم عالم الذرات.. ولكنهم يفشلون في إيجاد القوانين الفيزيائية العامة التي تجمع بين الكون الفسيح وعالم الذرات.
فبعد أن كان العلماء يعتقدون في القرن العشرين بالقوانين المادية التي تنظم الكون.. أصبحوا يرون الآن أن هناك قوانين روحانية لا نعرف كنهها هي وراء العالم المادي.. وهي في مجال الغيبيات.. فبعد أن كانت الفلسفة الميتافيزيقية تقوم على التأمل النظري أصبحت فلسفة العلم.. وبالأحرى الفلسفة العلمية الميتافيزيقية أي ما وراء الطبيعة.. حتى أن بعض العلماء الأساتذة في الجامعات تمكنوا من الاتصال بعالم الروح.
فإن سيلفيا براون بنبوأتها عن فيروس كورونا ووصفه.. وهي مثل بعض القليل جداً جداً من أبناء البشرية.. هي عالمة روحانية موهوبة بالوراثة.. ورغم أخطائها في التنبؤ والتنجيم والتبصير في أحيان كثيرة.
وكذلك العالم الروحاني الذي خطّ طالعي ورسم خريطة لحياتي لست أدري كيف.
فإن الميتافيزيقا العلمية لا تزال في مهدها.. وكلما ازداد العلم تقدماً ازداد اللغز تعقيداً رغم اعتماد المنهج العلمي.
إلى هنا ندخل في المنطقة الحرام التي يحتكرها الدين، والله أعلم.